ضاري المطيري
الدعوة السلفية هي دعوة الإسلام الصافية الداعية الى التشبث والعض بالنواجذ على الكتاب والسنة الصحيحة على ضوء فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين، الدعوة السلفية هي دعوة الفطرة، فكل من يدخل الإسلام فهو سلفي أصالة فلا يحتاج الى تقديم صورة البطاقة المدنية مع صورتين شخصية 4 في 6، بل يكون سلفيا تلقائيا، وليست السلفية مذهبا فقهيا فإن من السلف من كان حنفيا او مالكيا او شافعيا او حنبليا، وأصول الدعوة السلفية هي نفسها اصول الدين الاسلامي لذلك تجد السلفي في الهند في الشرق وبالتحديد خريج الجامعة السلفية «جامعة الحديث» هناك بنفس المعتقد لسلفي آخر في أميركا «في أقصى الغرب» يدرس في المراكز الإسلامية، والسلفية أصولها ثابتة غير متعلقة برجل أو إمام أو أي عالم إسلامي بالتحديد لذلك تجد ان كلام السلف لا يتغير ولا يتلون بل لا يزال السلفيون يتذاكرون كلام علماء قدماء عفى عليهم الدهر.
ومع هذه المقدمة في تعريف السلفية التي لم أجد لها بدا من بيانها نجد من يصف السلفية بالتشدد والتعنت ورفض الآخر والسلفية من هذا الوصف بريئة براءة الذئب من دم يوسف، فالسباب أولا وأخيرا لا يقدم ولا يؤخر في تقييم الأمور والحكم عليها إطلاقا، فها هو نبينا ژ قد وصفه أشقياء قومه بشتى الصفات فقالوا انه ساحر وقالوا انه كاهن وقالوا انه شاعر يريدون بذلك إطفاء نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون، الدعوة السلفية قديمة قدم البعثة المحمدية فلا عبرة بمن يصورها على انها دين مختلق ومحدث أسسه الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام ابن تيمية أو إمام الدعاة محمد بن عبدالوهاب التميمي، لذلك عجبت أشد العجب من ان يقوم رجل يوصف بالوقار ويحترمه كثيرون بالتلاعب بالألفاظ فيزعم ان علماء السنة قالوا كذا وأما علماء السلف فقالوا كذا وكذا وكأنه يريد إيهام المستمع بأن السنة غير السلفية، فسبحان الله، هذا بهتان عظيم.
عندنا في الكويت كلما تكلم سلفي أو أنكر منكرا بلسانه أو بقلمه اتهم بإقصاء الآخرين، بينما الآخرون يتكلمون كيفما شاءوا في السياسة وأمور الأمن الوطني وفي فتاوى النوازل ويخبصون ويخلطون الأمور فلا يجدون من يهمس لهم بالسكوت تحت بند حرية الرأي، لماذا تكون الحرية في حق السلفيين حراما ولغيرهم حلالا زلالا؟ إذا أخطأ رجل محسوب على أي تيار سياسيا كان أو دينيا وأنكر عليه اتهم المُنكر عليه بالطائفية أو الشخصانية، بينما السلفي إذا أخطأ حرم على إخوانه الدفاع عنه على أحسن الأحوال حيث من الممكن ان يجرجروا معه ويؤاخذوا بخطيئته، لماذا على السلفي فهم الآخر وليس على الآخر فهم السلفي؟ مع هذا كله يبقى ان على السلفيين فهم الآخر وإن لم يفهمهم الاخر نفسه امتثالا لقول رب العزة (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، والعبرة للداعية الى الله ان يفهم الآخر فيدعوه الى الهدى والرشاد ولا يؤاخذ إن لم تقبل دعوته ولم يفهمه الآخر (وما عليك إلا البلاغ).
أناشد من يدعون الى التهدئة ومن يلعنون موقظ الفتنة ومن يدعون الى احترام الرأي والرأي الآخر واسألهم: أين أنتم ممن يُسأل وعلى مسمع العالمين العربي والغربي عن شكل المجلس القادم عبر إحدى الإذاعات العالمية فيقولون ويصرحون بأن المجلس لا يبشر بالخير، ليه؟ عسى ما شر؟ تدرون ليه ما يبشر بالخير؟ لأنه وعلى حد زعم هؤلاء وقولهم فيه عشرات السلفيين، ونحن نسأل: من أين أتى هؤلاء السلفيون أليسوا من أبناء الكويت؟ أليست لهم حقوق تحترم؟ يا أخي نريد ان يحترم السلفيون كما تحترم على الأقل بعض الأقليات في الكويت، والله المستعان.