يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت»، تخيلوا.. ان قليلي الحياء والإيمان وفاقدي المروءة والكرامة لم يخل منهم زمن، وما من نبي إلا وابتلاه الله بزمرة من هؤلاء، ونحن في الكويت ابتلينا بهم، لا كثرهم الله، ففي كل يوم يفاجئوننا بأفعالهم المخزية، والتي بلا شك لا تعكس حقيقة مجتمعنا المحافظ المتدين، والمحب للخير وأهله.
إن من استمرأ الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم والتعريض بشرف أمهات المؤمنين، وكان من ديدنه بث السموم في الهمز واللمز بصحابة نبيه الكريم في المجالس العامة والخاصة، والتغرير بالأحداث ليخطوا على جدران بيوت الله الكتابة المسيئة بحق عمر بن الخطاب وعائشة الصديقة بنت الصديق وغيرهم من السابقين الأولين رضي الله عنهم، لا يمكن إيقاف هؤلاء القلة والشواذ إلا بالحزم معهم، وسن العقوبات الرادعة لأفعالهم، وهو ما صنعه مجلس الأمة والحكومة مشكورين في سن قانون يغلظ عقوبة سب النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأصحابه ليصل لحد الإعدام أو المؤبد، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
هذا القانون الموافق للحد الشرعي يحقق الردع، وهو أحد الأهداف الاجتماعية للعقوبات الإسلامية، ويمنع تفشي عدواها في المجتمع الإسلامي مرة ثانية، والحد في الوقت نفسه مطهر لصاحبه، مخلّص له من عقاب الله في الدار الآخرة، فمن عوقب على ذنبه في الدنيا وفقا لأحكام شرع الله، لقي الله تعالى طاهرا نظيفا بلا ذنب إن صحت وصدقت توبته.
الحدود في الإسلام لم تشرع للتشفي من مقترف الجريمة ولا للتنكيل به أو القضاء عليه، ولا على طائفته أو أسرته كما يتوهم الرافضون، وإنما هي وسيلة لتصحيح الخطأ الذي وقف فيه، وانتشاله من المستنقع الذي وقع فيه، ولأخذ الحق منه إن كانت الجريمة متعلقة بحقوق الآخرين، وهل هناك أعظم من حق سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم بعد حق الله عز وجل؟!
أخيرا: قال أحد السلف محذرا لأحد العصاة البغاة: «اتق الله وخف عقابه وعذابه»، فأجابه العاصي المستهتر الذي غره إمهال الله له: «فأين رحمة الله؟»، فقال له: (إن رحمة قريب من المحسنين)، نعم رحمة الله قريبة، لكنها من المحسن الذي قد يقع في المعصية لغفلة وشهوة طارئة، لا المصر عليها المتبجح بها (ولم يصروا على ما فعلوا).
dhari_almutairi@