أحدثوا لنا مصطلح «الحاكمية لله»، وجعلوه أولوية في الدعوة، وعدوه قسما رابعا من أقسام التوحيد، زاعمين أن علماء السلف همشوه، وساقوا في ذلك نصوصا قرآنية ونبوية لا نختلف عليها، فالحكم لله، وأذكر حينها أن علماءنا حذرونا مما وراء هذه الشعارات الكاذبة، من تكفير لحكام، وحكام الخليج خاصة، وأنهم إنما يريدون تبرير الخروج عليهم وحسب، وصدقوا والله.
فالمسمى بالربيع العربي كشف لنا حقيقتهم، وجلى لنا خفايا شعاراتهم، فقد صار الحكم للشعب، وأصبحت الحرية مقدمة على شريعة الرحمن، والوصول الى الكرسي غاية، وإرضاء الغرب وسيلة مشروعة، ومداهنة الأعداء حاجة، وألزمونا بوجوب الإعذار وحسن الظن لكل من يهمش الدين شرائعه.
في السابق كانوا يدفعون نحو الخروج على الحاكم المسلم لأدنى شبهة تكفيره، فلا ولاية لكافر على مسلم، (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)، فماذا سيصنعون وما هو المخرج بعد إقراراهم المسبق بالرضا بأي حاكم ولو كان نصرانيا أو يهوديا؟، بزعمهم أن الأهم تطبيق العدالة، وسبحان الله وهل هناك أعدل من شريعة رب العالمين، الذي يعلم كل ما يصلح ديننا ودنيانا؟
انتهى مفعول شعار «الحاكمية لله»، فهو شعار كان يراد به التأليب على ولاة الأمر، والدفع للتغيير والوصول للسلطة، وليس الغاية منه ما يظهر منه، وهو العودة لتطبيق الشريعة، وتكفيك شواهد تونس ومصر وسورية والبحرين والسعودية لتدلل على ما كتبت، ولتقريب الصورة أكثر، فإليك هذه المعادلة العرجاء التي يتعامل بها عشاق السلطة وضحايا الحزبية، فعندهم بيع الخمور وفتح الكازينوهات كفر في البحرين ودبي، بينما في تونس ومصر ضرورة، حقا ما أقبح التلون.
٭ خارج نطاق التغطية: تتفق أو تختلف مع أسلوب الشيخ حمد العتيق أو سالم الطويل أو حمد العثمان فهذا شأنك، لكن أخشى أن يكون سر غضبك لكشفهم مؤامرة ملتقى النهضة، ومخطط أكاديمية التغيير، وعمالة بعض الثوريين، وأوهام الربيع العربي؟ وللعلم يبدو أن خصومك ليسوا من لقبتموهم مسبقا بالجامية، بل كل من يفضح عواركم، ويرد على ضلالات أسيادكم فهو جامي مدخلي أو عالم سلطة أو مرجئة، وخذ من السباب واللمز الذي اعتدناه من ضعاف الحجة والبرهان.
dhari_almutairi@