ضاري المطيري
اسم محمد هايف لا اعرف منه الا انه امام وخطيب في المنطقة المجاورة لي حيث اسكن بمنطقة العارضية، بينما يقع المسجد الذي يؤم فيه الناس في منطقة الفردوس، فلا اراه الا في ايام الجمع حين احضر بعض خطبه او في احيان كثيرة حين اصلي خلفه في المناسبات الدينية كصلاة التراويح وصلاة العيدين والكسوف، وغير ذلك ليس لي دراية عنه الا عن طريق الثناء الكثير في كل مرة يطرق فيه اسمه من جيرانه واهل منطقته ممن هم زملائي في الدراسة والعمل، لكن الايام اظهرت لي ما لا اعرفه عن هذا الرجل من جدية وغيرة على الدين منضبطة بهدي الكتاب والسنة، وتجلى ذلك عبر انشائه لتجمع ثوابت الامة والذي كان عموده الفقري، لذلك استحق اسم «ثابت» الذي اطلقه عليه كثيرون من ابناء قبيلته، وكفاه فخرا ايضا ان تنسب اليه كثير من الالقاب التي تناقلتها الالسن في الدواوين والمنتديات والقنوات الفضائية كلقب «محامي الصحابة رضي الله عنهـــم».
فجولة العضو محمد هايف على بعض حالات البدون الانسانية للاطلاع على معاناتهم واستماع شكواهم، ونقل تلك الجولة عبر القنوات المحلية ليطلع عليها المسؤولون اظهر لي مدى انسانية هذا الرجل كما اعطتني صورة لما احتواه قلبه من رفق وعطف، بل حتى القنوات العالمية كانت حاضرة كقناة الحرة وابوظبي لنقل الصورة الحقيقية لهذه الفئة المظلومة الى العالم الخارجي ليطلع على منطقة تيماء والصليبية التي اصبحت اشبه بمخيمات اللاجئــين.
وليتأكد للعالم ان هذه الصور تبث من الكويت الغنية والمعطاء لكن خيرها - للأسف - للبعيد وليس للقريب مثل عين عذاري بالضبط تسقي البعيد وتترك القريب، وهذا النقل الخارجي مؤثر جدا وخطوة جريئة تحسب للقائمين عليها حيث ان بعض المسؤولين يخشى نقد الغرب اكثــــر من نصيحـــــة ربعـــه واصدقائــــه.
ومن صور انسانيته ايضا تبنيه لاقتراح انشاء مصحة خاصة بمعالجة ما يسمى بالجنس الثالث والبويات معالجة بدنية ونفسية وحرصه على الاطلاع على حقائق الامور من قريب ومن افواه اصحاب الشأن وذلك عبر اجتماعه مع اخوانه الاعضاء مع بعض افراد تلك المشكلة المرضية كسابقة فريدة تحسب لهم، ما اقول الا كفو يا بوعبدالله فقد خيبت ظن كثير من خصومك باعمالك ونجاحاتك.
ارجو الا يظن القارئ الكريم ان هذا المقال قد سيق تمدحا مصطنعا او تزلفا باهتا او غير ذلك من الاهداف غير اللائقة بالكاتب المنصف الحيادي، انما كتبت من عظم وهول ما رأيت من جديد ما يقدمه العضو الفاضل محمد هايف، وانما انا ناقل لما رأيت وشاهدت من اعماله، فالرجل لم اخالطه بكثرة الا قبل اشهر معدودة ولم تربطني به علاقة قبل ذلك، لكني اكتب هذه الكلمات مستذكرا حديث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) «أنتم شهداء الله في الارض»، لذا اسأل الله ان يسدده ويثبته على الحق والا يفتنه ببريق الاضواء والمنصــــب، آمـــين.
كل على همه سرى: قلت لاحدهم عن اسم هذا المقال «انسانية محمد هايف» وذلك هو العنوان الابتدائي للمقال قبل ان انهيه واغيره وارسله لاخذ رأيه في فحوى ومضمون المقال، فرد علي مازحا وقال «انتم المطاوعة ذبحتونا، لا تقولي انسانية، ما انسانية، نريد اهم شيء هو انجاز وتخليص معاملات الناس»، فأجبته ضاحكا «ان شاء الله فليس هناك شيء يمنع من ذلك»، وتذكرت حينها تلك المقولة العجيبة «ارضاء الناس غاية لا تدرك، وارضاء الله غاية لا تترك» واكثر ما كنت اسمعها من العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، رحمه الله، عبــــر اشرطــــة الكاسيــــت.