ضاري المطيري
هي نصيحة لمن يكتب أو يريد الكتابة في بعض من صحفنا هذه الأيام، ويريد بعد ذلك أن ينصت له ويسمع، إن أقلقك شؤم الربا وخفت أن تعم به البلوى فلا تقل إن إقامة البنوك التقليدية حرام وأن المعاملات الربوية فيها كبيرة من الكبائر وتسوق الأدلة الشرعية لترهق نفسك، إنما قل إنها أكلت معاش المواطن المسكين وأوقعته في شرك الدين الذي لا ينتهي لتجد الكثير من المناصرين لك والمصفقين.
لا تقل إن زخرفة المساجد والتفاخر فيما بينها والتطاول في مناراتها من الأمور المنهى عنها شرعا لتؤكد أن المساجد لم تبن لمثل ذلك وأنها بنيت للصلاة والذكر، إنما تسأل فيمن تصب المصلحة في هذه التكاليف الباهظة، واستنكر الهدر في ميزانية الوقف والصدقة وطالب بالتحقيق في أوجه صرف أموال المحسنين لتجد الفرقعة الإعلامية تركع بين يديك.
لا تقل إن كثيرا من الفضائيات تحوي الصور الخليعة وتدعو إلى العهر والمجون، بل قل إنها أتلفت أعين الأبناء وأضـــاعت أوقــــاتهم وصرفتهم عن دراستهم حتى تسلم من شر شلل « anti ـ لظس» أو «ربع الحريات»، بمعنى آخر لا تتحدث برؤية شرعية إطلاقا، إنما تكلم بمنظور علماني صرف لا يؤمن بالدين بتاتا، فهكذا هم يريدون.
لا تتكلم عن المجازر الإسرائيلية في غزة ولا عن القصف الأميركي العشوائي في أفغانستان وشمال باكستان، إنما تحدث عن الصراع بين فتح وحماس وعن العملاء العرب فهذه هي الموضة.
لا تتكلم عن حفل مختلط في كلية أو مدرسة، ولا تتكلم عن تجمع طغى فيه الشرب والعري فهذا كله تشدد وتنطع، إنما تكلم عن إمام مسجد اعتدى على زوجته أو عن خطيب جمعة تم إيقافه احترازيا ولا يعلم السبب، فإن امتثلت لنصيحتي فاعلم حينها أن الله فوقك رقيب وهو أقرب إليك من حبل الوريد ولن ينفعك الخلق من بعده فهل من مدكر.