ضاري المطيري
قال مصدر نيابي.. وصرح مصدر حكومي.. وكشف مصدر مطلع، ماذا قال وما هو تصريحه وما الأمر الذي كشفه؟ قال قولا يحسبه هينا وهو عند الله عظيم، وصرح تصريحا قلب الدنيا فوق تحت أكثر مما هي عليه، وكشف فرية واختلق كذبا، لكن ما مدى صحة خبر المصدر؟ ومن هو راويه؟ أسند.. «من أسند فقد برئت عهدته»، فليست هناك مشكلة في كون بعض نقلة الأخبار لا يودون ذكر أسمائهم بدافع الإحراج أو الهروب من المساءلة القانونية أو لحساسية الخبر، لكن المشكلة حين يتعلق الخبر بذمم الناس وأعراضهم وبأمور تستدعي القلاقل وتثير الفتن، فهناك نقول: أسند، لا بل نتثبت، لا بل أحيانا لا ننشر الخبر بل ولا نتحرى عن صحته حماية لأعراض الناس وأمن البلاد.
أحدهم يعنون مقاله بعنوان مسف ودنيء، كأن يعنون اسم تكتل أو عضو أو مسؤول.
وتعطف على اسمه ألفاظ ذات مدلولات سيئة، مثل أن يضع «فلان وسرقة المال العام» كعنوان لمقاله ليوحي للقارئ ويرسل له رسالة عبر البريد السريع بعلاقة فلان بالسرقة الفلانية، لقد كثرت في الجرائد كلمة «يقولون» بل ووضعت لها كوادر وزوايا خاصة، فأصبحت «يقولون» مفردة سائغة ومتداولة دون أدنى حرج أو حياء، وفي الحديث النبوي «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع»، كل هذا ويقولون إعلامنا ما فيه فساد؟!
صورة وزير وهو يأكل أو يقضم البسكويت، وصورة نائب إسلامي يناقش أو يبتسم لوزيرة، وصورة لنائب وهو يرمش بعينيه، وصورة لنائب آخر وهو يعدل غترته بلقطة تذكرنا بطيران عباس بن فرناس، وما أدري حقيقة هل رداءة الصورة تدلل على غشامة المصور نفسه أم على سوء سريرته وقصده؟!
البعض تضايق من مصطلح «الإعلام الفاسد»، وأرعد وأزبد إلى حد «السعبلة» وربما وصل إلى حالة الصرع واستمات نكرانا لوجود مثل هذا النوع من الإعلام في بلادنا، إعلام يرسم الحمار والكلاب ولا يسَمى إعلاما فاسدا؟ إذن متى يكون الإعلام فاسدا؟!
لجتنا وأدوشتنا بعض الصحف في الأيام الماضية بتكرار اتهامها للنائب الفاضل د.فيصل المسلم بالانتفاع من طلب تثمين قطعة 6 في منطقة خيطان وأوهمت القراء بأنه صاحب فكرة التثمين، في حين أن «جريدة الآن الإلكترونية» مشكورة قامت بنشر الرد الذي بعثت به بلدية الكويت إلى إحدى هذه الصحف، ويذكر الرد أن اقتراح التثمين إنما هو فكرة وجهد الجهاز التنفيذي في المجلس البلدي منذ عام 2006 أي منذ ما يزيد على 3 سنوات، كما يذكر أيضا أن النائب د.فيصل المسلم ومجموعة من النواب قد قاموا بتبني هذا المقترح تبعا وليسوا هم من ابتدعوا هذه الفكرة ابتداء، ليكون هذا الخبر ردا صاعقا ينزل على الجرائد التي تزيف الحقائق، فالأيام كفيلة بكشف زيف الافتراءات التي تنال الشرفاء.
وهذا الخبر هو الثاني من نوعه الذي يكشف الافتراءات على د.فيصل المسلم بعد زعم البعض أنه يسعى للحصول على ترخيص جامعة خاصة لتخرج الكشوفات بعد ذلك وتعلن أسماء المتقدمين الذين خلا منها اسم د.فيصل المسلم، «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا».
في الختام، هل نفهم ممن نافح وجادل ورد وصد مصطلح الإعلام الفاسد أنه يريد أن يفهمنا أن إعلامنا إعلام ملائكي؟! إذن لماذا نغطي رؤوسنا وكأن الأمر لا يعنينا؟ إن كان هناك إعلام فاسد وتغاضينا عن كشفه ومحاربته فسنكون حتما مشاركين فيه، وخيرا فعل وزير الإعلام بقرار الإحالة لبعض وسائل الإعلام إلى التحقيق، وهي خطوة تحسب له.