م.ضاري محسن المطيري
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)، نعم هكذا هي سنة المفسدين في الأرض، فهم لا يريدون أن تتلطخ أيديهم بالفساد دون الآخرين حتى لا يعاب عليهم أو يكونوا نشازا بين الناس، وأيضا هكذا هي سنة الله في إظهار الحق ونصرة أهله ولو بعد حين (والعاقبة للمتقين).
أهل الفساد ليست لهم مبادئ تستطيع التحاكم إليها، إلا مبدأ واحدا «تغض الطرف عن تجاوزاتي تكون أحب الناس إلي، وإن ركبت مركب النصح والإرشاد، وطلعت لي فيها الناصح الأمين، فأنت فاسد يجب القضاء عليك»، (قال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك).
للأسف أهل الفساد استخدموا الإعلام وأجادوا استغلاله في تحقيق مآربهم، وكان مبدأهم هو اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، ولكونهم يعلمون أن الحق أبلج وأنه لا شك ستكون له الدائرة يوما ما وتنكشف للناس الحقائق، عمدوا إلى طريقة للأسف الشديد تؤتي أكلها بسرعة البرق، خاصة في وسط إمكانيات الإعلام الفاسد هذه الأيام، ألا وهي اتهام المصلحين بالفساد بمستندات وشواهد مصطنعة تأخذ الوقت الطويل في قضائنا الكويتي العادل لكي ينكشف زيفها، فتخرج البراءة في وقت متأخر جدا للأسف، فتكون أهداف المفسدين قد تحققت قبل ذلك. وهذا بالضبط ما حصل مع النائب السابق د.فهد الخنة، حيث برأه القضاء بعدما اتهم زيفا وبهتانا بتجاوز القانون ومخالفته، وهو ما تم التعارف عليه بقضية ومشروع الوسيلة، والتي نالت من نزاهة نائبنا الفاضل، لكن ما يخفف من شدة المصيبة أن سمعة هذا النائب الخلوق قد رد اعتبارها، والشرفاء أهم ما عندهم السمعة والذكر الطيب عند الناس وليس المنصب أو المال، وللدكتور فهد نصيب من كنيته «بوصالح» وهو بإذن الله صالح ولا نزكي على الله أحدا. ويبقى عتابي وشرهتي ليست على المفسدين، إنما على من غيب عقله حين طعن في عرض أخيه المسلم، ونسي أو تناسى تاريخه الوطني المشرف، حيث عرف منه بذل الجهد لحفظ مقدرات الدولة والمال العام إضافة إلى مساهمته في صون أخلاقيات المجتمع الكويتي من كل ما يسوءه، والله عيب على من يصدق الافتراءات في ذمم من سمتهم الدين والصلاح دون دليل أو بينة واضحة، أين عقل المستمع والمتلقي؟ نعم المسلم بشر غير معصوم، لكن عرضه هو المعصوم بأمر الله.
وتتكرر المأساة هذه الأيام أيضا، لنجد من يشكك في العمل الخيري في الكويت دون دليل أو برهان، ويرمي تزكية القيادات السياسية في البلاد التي أغاظت البعض من مرضى القلوب والتقارير السنوية والإحصاءات الدقيقة وراء ظهره، ويأخذ بقول الغربيين وأذنابهم الذين لا يريدون الخير للإسلام ولا لأهله. في الختام، نقول لك يا بو صالح ترى المجلس في انتظارك، وأعضاء المجلس المخلصون أمثالك في حاجة ماسة إلى خبرتك ومشورتك، وأظن أن الناخبين جربوا غيرك وعرفوا قيمتك الآن أكثر، وأكلوا مقلبا في نتائج 2009 لن ينسوه أبدا، فنسأل الله لك التوفيق، ورايتك بيضاء يا دكتور فهد بإذن الله.
[email protected]