لعب الراهب غريغوري نوفيخ باسم القداسة دورا خطيرا في بلاط الأسرة القيصرية الروسية الأخيرة، وكان له تأثير كبير على رجال الدين والعامة، واستغل نفوذه لجمع مبالغ طائلة من الرشاوى والاتاوات التي كان يحصلها من مقدمي العرائض وأصحاب الحاجات لدى الدولة، واتخذه السياسيون وسيلة للتقرب من القصر والوثوب على أعلى المناصب، والذي أطلق عليه اسم «راسبوتين» أي الشيطان المقدس هو راهب آخر اسمه «اليودور» ألّف رسالة في التشهير براسبوتين وهجاه وكشف فضائحه ومكره وخبثه، ووجد من السياسيين من ملأ صدر الأمير «يوسيبوف» لقتل هذا الفاسق الذي أفسد النساء والقساوسة والسياسيين، وأفسد روسيا برمتها، فدعاه يوسيبوف الى غداء التهمه راسبوتين بما فيه من سم كاف لقتل 3 رجال، ومع ذلك لم يمت، فقام في وقتها أعوان الأمير وأطلقوا عليه الرصاص حتى مات وكان ذلك عام 1916، فكم راسبوتين لدينا؟! سؤال دفعني الى طرحه واقع تعيس ومؤلم أصبح أكبر من أن نحتمل أحداثه المؤسفة، فالمصيبة تلو الأخرى، فمن حادثة مشرف والتي تسببت في أكبر كارثة للبيئة البحرية بعد كارثة إحراق آبار النفط إبان الاحتلال العراقي، الى فضائح الخطوط الجوية الكويتية والتي نتوقع ان تتحول الى فظائع عما قريب لو استمر الحال على ما هو عليه، وهذا ما يلوح في الأفق ويا رب سترك.. مرورا بفضيحة اللحوم الفاسدة، تلك المأساة التي مازلنا نعاني منها الى الآن جراء حماية من تورطوا فيها بالتستر عليهم والإصرار على عدم تحويل كبش الفداء الى النيابة خوفا من انفراط السبحة! وخذ عندك معاناة أهالي أم الهيمان والتي مازالت تئن تحت وطأة «اليوم وبكره وبعده»، وانتهاء بمصيبة تسرب الغازات في مدينة الأحمدي والتي يعلم الكثير أنها لم تكن وليدة اللحظة كما صرح بعض المسؤولين بأنها بدأت قبل سنتين ومعذورة حكومتنا حيث انها كانت مشغولة في الإعداد لخطة القرن المسماة بخطة التنمية الاسمنتية ولا عزاء للتنمية البشرية!
قال الوليد بن عبدالملك لأبيه: يا أبت ما السياسة؟ قال: هيبة الخاصة مع صدق مودتها، واقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها، واحتمال هفوات الصنائع.