معروف عن المجتمع الكويتي حبه اللامحدود للولائم الجماعية، وتبادل الأطباق بمناسبة وغير مناسبة، وما المناسبات إلا وسيلة لزيادة الأنواع والتفاخر بالأطباق. ويفضل الناس الأطباق المنزلية، لضمان نظافتها من جانب، ولوجود النفس الكويتي في الطبخ، حتى لو كان من يطبخ الخادمة أو الطباخ.
وتستطيع أن تعرف أصول أهل البيت من رائحة وطعم الطبخة، من حوفة ورائحة خنينة، وزعفران وحشو، وعيش ميصص ولا نثري، ومرق خضرة مشكلة ولا مرق خضرة واحدة، ومرق لحم ولا هوا، وجريش أو هريس لحم ولا دجاج، وكبة بطاط ولا عيش ولا برغل، فتعرف أنهم من أهل الزبير الأشهر طبخا خصوصا الدولمة أو البراق، أو نجد وعيش بلا مرق ولحم شديد، أو فارس والعيش الأصفر، أو العراق والسمك المشوي، وحضر أو بدو، كل ذلك تعرفه من الطعام.
ومع انطلاق شهر رمضان المبارك، تتعدد عمليات تبادل الأطباق وإرسالها والمشاركة بها بشكل مضاعف، وهي عادة رمضانية محببة.
ويمكن معرفة صاحب الطبق من خلال الاسم الموسوم على الماعون، فبعدما كان الناس يحفرون المعدن بالمسمار، ويضعون صبغ الأظافر الأحمر عليه، أصبح هناك الملصقات الجميلة، والطباعة المباشرة، بهدف إعادته لصاحبه، فالماعون عند المرأة غال، وأسهل عليها أن يبيت الزوج والولد خارج المنزل، ولا يبات ماعونها في الخارج!
وفي الملصقات تجد أحد هذه الأسماء: عائلة الزوج، عائلة الزوجة، اسم الزوج، اسم الزوجة، كنية الزوج، كنية الزوجة بعائلة الزوج. وبهذه التسميات نستطيع أن نتعرف على شخصية المرأة، ومدى سيطرة الزوجة على الزوج والبيت.
1 - التي تضع اسم عائلة الزوج، فهي تفتخر باسم عائلته أكثر من افتخارها به.
2 - التي تضع اسم الزوج وعائلته، فهي تفتخر بزوجها، وتنكر ذاتها، ومخلصة.
3 - التي تضع اسم عائلتها (الزوجة)، فهي تفتخر باسم عائلتها أكثر من زوجها، وهي مركزية نوعا ما.
4 - التي تضع اسمها وعائلتها، فهي تفتخر بنفسها وعائلتها أكثر من زوجها، وترى أنها أهم منه، وغالبا تكون مركزية (أنا وبس).
5 - التي تضع كنية الزوج مع العائلة، فهي تحترمه كوالد لأبنائها، وتحترم عائلته، لكن اسمه غير مرموق، فاستعاضت بالكنية (حساسة).
6 - التي تضع كنيتها بعائلة الزوج، فهي لا تريد انتشار اسمها بين الرجال، ولكنها ترى نفسها أهم، وتريد إثبات ذاتها أمامهم أنها صاحبة الطبق (أنا هنا).
أكيد توقعتم أشياء أخرى، مثل: سكانة مرته، متسلطة، فوقية، متكبرة.. الخ، لكن أطمنكم.. هذه مجرد تحليلات شخصية أردت أن أداعبكم بها بهذه الأيام المباركة، فكل الناس محترمون ومقدرون، ولكن لا يستطيع أحد تحليل شخصية المرأة، مهما أوتي من قدرة نفسية تحليلية.
فما أجمل المرأة التي تراعي الرجل وتحترمه، أبا وزوجا وأخا ورحما وضيفا، حتى لو كانت مركزية وقيادية، فما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم.
المهم.. رجعوا مواعين الناس، ولا تبيتونها عندكم أكثر من 24 ساعة، حتى ترتاح الزوجة الكريمة، التي حرصت على شراء الأطباق الجميلة، لتظهر زوجها بأحسن صورة، وليس بالضرورة إعادة الطبق بطبق، وإن كان ذلك أجمل.
تذكير: لا تنسون ترسلون باقي الكبة والمحلبية واللقيمات الديوانية.
وعساكم من عواده.