كل إنسان معرّض للمرض كبارا وصغارا، ولا يوجد أي إنسان مستثنى من هذا، والأمراض ـ عافنا الله وإياكم ـ أصناف وأنواع، فمنها البسيط يمكن علاجه بالمسكنات وقد لا يحتاج الى الرعاية الصحية الأولية، ومنها ما هو وسط ويمكن علاجه من خلال مراكز الرعاية الصحة الأولية، ومنها الذي يحتاج إلى التخصص والرعاية الكاملة، وهذا الأخير يتطلب رعاية خاصة ومتابعة عن قرب وهذا يكون غالبا في المستشفيات نظرا لوجود التخصص، ومن هذه التخصصات تخصص طب الأطفال الذي تجد له في كل المستشفيات أجنحة خاصة، بل أصبح الآن هناك مستشفيات خاصة للأطفال وليس الأمر مقتصرا على الأجنحة. فعندما يتعرض الطفل للمرض ويحتاج الى الرعاية الخاصة، فإن التعامل معه أثناء وجوده في المستشفى للعلاج وخلال فترة مرضه وإعادة تأهيله يحتاج تضافر جهود الأطراف المعنية بمرضه وهي الأهل والطاقم الطبي من أطباء وهيئة تمريضية والطرف الثالث هو موضوع مقالة اليوم ومهم حيث يعنى بالجانب النفسي والاجتماعي للطفل وهو قسم الخدمة الاجتماعية في المستشفيات فالهدف الأساسي للخدمة النفسية والاجتماعية هو «رفع مستوى الأداء النفسي والاجتماعي للإنسان» لاسيما أن موضوعنا اليوم عن الخدمة النفسية والاجتماعية التي تقدم للطفل في المستشفيات. فتحقيق هذا الهدف يستدعي وجود اخصائيين نفسيين واجتماعيين لديهم من الخبرة والمهارة ما يمكنهم من العمل مع هذا الطفل في مختلف المواقف التي يمر بها، وهذا ما يسعى ويهدف له مكتب الخدمة الاجتماعية في جميع المناطق الصحية حيث يتم تقديم الاستشارة النفسية والاجتماعية من قبل الاخصائي النفسي والاجتماعي من دراسة وتشخيص وتدخل مهني للحالات المرضية أو توظيف البيئة الخارجية لخدمة الأطفال المرضى بهدف الوصول بالطفل المريض إلى حالة من التوازن الصحي والنفسي والاجتماعي مع نفسه وأسرته وأقرانه في المجتمع اثناء تلقيه العلاج الطبي داخل المستشفى وبعد شفائه وخروجه، ومن ضمن الأنشطة التي تستحق الإشادة بها والتركيز عليها والاهتمام بها نادي الطفل الذي يعتبر إضاءة في انجازات المكتب الاجتماعي في المستشفيات لما له من اثر طيب ودور مهم في رفع الجانب النفسي والاجتماعي للطفل وهي جزء من برنامج العلاج إذا ما اعتبرنا أن أكثر من نصف علاج الطفل هو الجانب النفسي والاجتماعي. فالنادي ترفيهي اجتماعي يهدف إلى خلق جو نفسي واجتماعي يحيط الطفل، ولقد عايشت احد هذه الأندية وهو نادي الطفل في مستشفى مبارك الكبير عندما كنت رئيسا لمجلس إدارة جمعية مشرف التعاونية، حيث رعت الجمعية تجهيز وتأثيث النادي إيمانا منها بالدور الكبير لهذا النادي في المساهمة في علاج الطفل، وأنا على يقين بان مكتب الخدمة الاجتماعية في المستشفى لديه من الإحصائيات ما يثبت الأثر الكبير والمساهمة للنادي في علاج الطفل، ولدي مقترح للنادي وهو أن يضاف ركن خاص يكون بمثابة مكتبة توفر فيها الكتب المناسبة لسن الطفل بهدف التشجيع على القراءة والمعرفة، فكل الشكر والتقدير للقائمين على النادي في قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى مبارك وجميع المستشفيات.
[email protected]
twitter:@fafalmasoud