فصول الأزمة السياسية الحالية بدأت عندما دخلت مجموعة من الشباب بقيادة النواب مبنى مجلس الأمة وتوغلوا فيه إلى أن وصلوا قاعة عبدالله السالم ودخلوا إليها معبرين عن مطالبهم برحيل سمو رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد وليس هناك ادنى شك في أن يوم الدخول بهذه الطريقة لن يمحى من التاريخ، وأنا شخصيا اتفق مع رأي المعارضة بالمطالبة بتقديم الحكومة استقالتها أو إقالتها من خلال القنوات الدستورية التي حددها الدستور، إلا انني أختلف تماما في الأسلوب والمنهجية التي سلكتها المعارضة من خلال المسيرات الحاشدة والدخول الى مبنى عام كمجلس الأمة ذلك لأن المفاسد في الخروج بمسيرات واعتصامات أكبر وأعظم من المصالح المتوقعة من ورائها، لذلك أرى من الضرورة ومن أجل الكويت أن أوجه رسائل قصيرة مختصرة الى اطراف الأزمة الحالية، متمنيا ان تصل اليهم وكذلك الاستماع وتطبيق ما جاء في كلام صاحب السمو عندما التقى مع رؤساء تحرير الصحف المحلية.
الرسالة الأولى لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بقبول الاستجواب والصعود الى المنصة يوم الثلاثاء 29/11 في جلسة علنية مدافعا عن موقف حكومته من استجواب الإيداعات المليونية ومفندا له ومتقبلا لرأي ممثلي الشعب في ردوده ايا كانت نتيجة التصويت على عدم التعاون فهذه هي قمة الشفافية، تقبل الرأي الآخر وبداية نزع فتيل الأزمة، أما اذا اختار السرية وتم التصويت عليها بالأغلبية المزيفة فقد تدخل البلاد في نفق مظلم لا نعلم كيف ومتى نخرج منه.
الرسالة الثانية الى رئيس مجلس الأمة ومكتب المجلس: الكثير من الشعب يدرك الخطأ الكبير الذي ارتكبته مجموعة من الشباب المتحمس مع مجموعة من النواب ونعلم أن القضية ليست مختزلة بمطرقة الرئاسة كما يحلو للبعض تسميتها، لكن هؤلاء أبناؤكم ولربما تكون لديكم مبادرة بالتنازل عن القضية مع أخذ التعهد عليهم بعدم التكرار لمثل هذه التصرفات في المستقبل مطبقين قول الله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله).
الرسالة الثالثة: للنواب الأفاضل مجموعة المعارضة بضرورة التحلي بالصبر والهدوء والتعبير عن آرائكم دون تشنج لعدم رضائكم عن الحكومة التي هي من تسببت في هذه الأزمات المتتالية بسبب ادائها الضعيف فلا تكون تصرفات البعض كردود فعل لأفعال الحكومة ولو كانت مخطئة، بل كونوا قدوة حسنة للشباب الواعد في العمل السياسي وهذا ظني في الشعب الكويتي وهو حبهم للوطن.
والرسالة الاخيرة الى كل من خرج يوم الثلاثاء الماضي في ساحة الإرادة فإني اختلف معكم فهل الذين خرجوا هم فقط ولاؤهم وحبهم للوطن ولولي الأمر، بل كل الشعب الكويتي بجميع أطيافه وطوائفه معارضين ومؤيدين لسياسة الحكومة يحبون الوطن وولاؤهم له ولولي الأمر ولا أحد يزايد على ذلك.
[email protected]
twitter: @fafalmasoud