فيصل الزامل
كان عدد حـالات العلاج في الخارج 60 حــالة في السنـة، واليـوم أعلنت وزيرة الصحة أن الطلبات الواردة إليها من النواب فـقط للعلاج في الخـارج قد بلغت 50 ألف حالة.
رقم 60 كـان في فـتـرة د. مـحـمـد الجـارالله الذي تعرض لاسـتجـوابين استطاع تجاوزهما لان المجلس ـ ككل ـ وجـد أن الوزير فـيهـمـا على حق، في مواجهة أمور بعضها يحدث كل يوم في الصحـة، إلى الآن، وبعضـها سـخيف مـثل حكاية أن احد المسـعفين قـد ذهب بسـيـارة الإسعاف إلى مـخـيم عند أصدقائه، وأعاد تلـك السـيـارة في الصـبـاح عند ذهابـه لعـمله، وقـد تم تحويل هذه الحادثة ـ مع وجود شكوك في أنها مفـبركة في جملتـها ـ إلى جرم يتحمل الوزير مـسؤوليته السيـاسية، لينفـتح علينا ملف العـلاج بالخـارج، ويرتفع عـدد من تم إيفادهم فعـلا مـن 60 حالة إلى 1260 حـالة أي 21 ضعـفا، بتكلفــة 105 مـلايين دينار تشــتـري أسطول ســـيـــارات وتبني ثـلاثة مستشفيـات، ومع ذلك فصاحب قضية سيارة الإسعاف يبتسم!
بعض هذه المعلومـات أشار إليها النائبـان الفـاضـلان فيـصل الشـايع، وعبدالله الرومي.
كان ضبط العلاج في الخارج يسير جنبا إلى جنب مع تطوير المستـشفيات والمراكـز الصـحـية، الأمر الذي كـان يتطلب جـهـودا مضنيـة لاسـتخـراج ميـزانيات التطوير التي كان يتـصدى لإيقافها من فتح أموال قارون للسياحة العلاجيـة التي لا تظهر إلا في الصيف، صدفة!
بالأمس ذكر احدهم أن ورود 50 ألف طلب من النواب، كـما ذكـرت الوزيرة، يعني انه لو كان المتقدمون هم 25 نائبا فـقط، وتمت الاسـتجـابة لهم فـان كل نائب سـيضمن 2000 صـوت، دفع لهم من المال العام، الأمر الذي يجعل العلاج في الخـارج منجم ذهب لن يتمكن احـد من إغلاقه، والا واجـه مـا واجهـه د. الجارالله.
الأمر لم يتوقف عـند النواب، فقـد اسـترجـعت وزارتا الداخلية والدفـاع مـوضــوع العـلاج في الخــارج إلى اشرافهما، وبذلك تكون المسألة لا علاقة لهـا بالعـلاج ولا الصـحـة ولا الطب، و«فتش عندك»!
بالنسبة للخـارج، وتحديدا ألمانيا، يعـتبـرنا البعض من أسباب هبـوط مـســتـوى العــلاج، حـيث نـشـأت مستشفيات تجارية لم يسمع بها احد، وبدأ الأطباء فـي اقــتناص أموال السيـاحة الطبـية، ولم تعـد بالامكان الســيطرة على الأمور في المســائل الإدارية، المرافـقون يضغطون لـسحب المخصصات المعــيـشــيـة «. . . » والمسـتـشـفـيـات تتـذمـر من تأخـر التحويلات المالية، والحـالات الصعبة التي تحتـاج فعلا إلى عناية تتـعرض للمتاجرة بصحتها، فتزداد سوءا.
الأطباء في الكـويت هم أيضا يتـذمرون عندمـا يذهب مرضـاهم إلى الخـارج، ويـعـودون بأســوأ حـال، أخبرني احد هؤلاء المرضى العائدين أن طبيبه الكويتي اسمعه كلاما قاسيا، هو اقرب إلى التأنيب، بسبب قطعه العلاج وذهابه إلى من قام بممـارسة التدريب عليه، فانتكست حالته.
انه ملف مؤلم، تتداخل فيه المصالح السـيـاسيـة «حكومـة/ مـجلس» مع الضـعف الزائد فـي إدارة هذا الملف من الجهات العليا.