حوار مميز، حول أسباب الأزمة الاقتصادية في السوق الكويتي، سنعرضه كما هو:
الأول: «دائما نناقش أزمة السوق من منظور اقتصادي مكرر، ألا ترون معي أن في السوق ممارسات خاطئة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن تخريب سوقنا»؟
الثاني: «مثل ماذا؟»
الأول: «ألا ترون هذه المصطلحات التي دخلت على السوق «من صاده عشى عياله» و«أكال، من هالشق لي هالشق» و«بالفلوس ما أعرف أمي وأبوي» و«ألف قلبة ولا غلبة».
الثاني: «هالكلام مو زين واللي يقوله ما يسلم من الحوبة».
ثالث: «من وين جاءت هذه التصرفات؟ الكويتيين من عمر كانوا يتفاخرون باحترام الكلمة، والقصص اللي نسمعها عن أشخاص سددوا فلوس ما هي عليهم، بس علشان الاسم، وين راحت هالصفات»؟!
الأول: «الجيل اللي تتكلم عنه قصر كثيرا في توصية من جاء بعده، واكتفى بأن مارس الشرف والأمانة، معتقدا بأنها تنتقل مع الهوا الى الجيل التالي، لابد من التوصية والنشر لهذه المعاني الكريمة اللي تحفظ البركة في السوق، والا انمحق، مثل ما تشوفون».
الثاني: «المشكلة تجاوزت الممارسات الفردية الى تصرفات تحدث من مؤسسات، أعرف مجلس ادارة بأكمله يشاهد ممارسة غلط من الرئيس بأسلوب «أكال من هالشق لي هالشق».. واذا سألهم الشخص المعني بهذا الظلم قالوا له «احنا معاك وندري هذا التصرف غلط، ولكن شنسوي»!
الأول: «هم شركاء في الظلم، ولهذا تصاب مثل هذه الشركات بالخراب ككل، وليس شخصا واحدا فيها، بسبب قبول واقرار الظلم من قبل مجموعة من المسؤولين، وهم قادرون على منعه».
الثالث: «والحل»؟
الأول: «نحن مقبلون على مرحلة اقتصادية جديدة بعد هذا الخراب، فالدنيا دوارة، ودوام الحال من المحال، المطلوب أن يتعظ الناس، حتى لا نرجع الى تخريب الأسواق مرة أخرى، وأن يجددوا ما كان يفعله آباؤهم وأجدادهم من تعامل شريف ومروءة يؤدي معها المرء ما عليه حتى لو لم تكن لدى صاحب الحق أي ورقة تثبت حقه، فالله عز وجل المطلع على البشر لا يغفل، وهو القائل (كل امرئ بما كسب رهين).
شخص رابع: «ما دور مكاتب المحاماة فيما يحدث»؟
سألوه: «قل لنا، ما دورهم؟ هم يدافعون عن صاحب الحق».
أجاب الرابع: «صحيح في بعض الأحيان، ولكن في أحيان كثيرة يكون شعارهم «مصائب قوم عند قوم فوائد» لهذا فهم يزيدون من شقة الخلاف بين الناس، وبالذات اذا كانت الأسرة تجارية ولها ملكيات في السوق، تجد أن الخلاف قد تضاعف، وللأمانة هناك محامون يجتهدون في التوفيق بين المتنازعين، ويبصرونهم بحجم الأضرار الناتجة عن العناد، أضرار لمعارك لا يخرج منها أحد رابحا بسبب طول مدة النزاع وانهيار قيمة الأصول محل النزاع».
الأول: «إذن هي مشكلة أخلاقية على مستوى الأفراد والمؤسسات، بما في ذلك بعض مكاتب المحاماة».
الثاني: «هذا صحيح، واذا كنا سندخل المرحلة الاقتصادية بنفس الممارسات فأبشروا بنكسات أكبر من الأولى».
الثالث: «لا تفاول علينا بالشر».
الثاني: «بدلا من هذا الكلام لم لا نتحرك، كل في مجاله، للتأكيد على أهمية تغيير تلك الممارسات وتحذير من تستهويه، نحذره من انعكاساتها عليه وعلى السوق».
حوار جميل، أرجو أن يجد صداه في سوقنا الذي يستحق أفضل مما يحدث له.
كلمة أخيرة:
الأستاذ الكبير إبراهيم دبدوب، لقد آلمني مصابكم الجلل في الابن العزيز، أسأل الله أن يلهمكم والأسرة الكريمة الصبر الجميل، واسأل الله رب العالمين والرحمن الرحيم، له المغفرة والرحمة.
[email protected]