فيصل الزامل
موضوع المكاتب الاعلامية الخارجية تجري مناقشته حاليا تحت ضغط أوضاع العاملين فيها، وليس أي شيء آخر، مثل قياس الأداء والبدائل التي استجدت في هذا الزمن الذي يسمونه «عصر الثورة الإعلامية» نظرا لسرعة المتغيرات وأدوات التواصل والتأثير، بل اننا لم نناقش كيف تعمل بقية الدول، فلسنا الوحيدين في الحرص على التواصل الاعلامي، ولكننا ربما نكون الوحيدين في وجود كادر وظيفي بهذا الحجم.
نعم نحن نناقش تحت تأثير اتصالات الاخوة العاملين في تلك المكاتب، مثلما هو الحال حينما يطرح موضوع الخطوط الكويتية، التي تسير على النحو المعروف، حرصا على استمرار ثلاثة آلاف وخمسمائة موظف بالعمل فيها، بينما تحتاج هي الى أقل من نصف هذا العدد، قياسا الى شركات اخرى - السويسرية 1500 موظف - وبالتأكيد فإن الاخوة النواب هم الوسيلة المفضلة للضغط من قبل الموظفين في كل مرة.
ان وزارة الاعلام مطالبة بطرح خطتها المتكاملة، بعد اغلاق تلك المكاتب، وكيفية تحسين ايصال الرسالة الاعلامية، بالافادة من تكنولوجيا الاتصال، ولنتساءل كيف نجحت المملكة العربية السعودية، مثلا، في الانتشار عبر صحف تقرأ على امتداد العالم العربي، يسهم فيها كتاب من جميع الأقطار العربية، مثل «الشرق الأوسط» و«الحياة»، تلا ذلك الحضور الفضائي (ام بي سي ، والعربية)؟ قارن ذلك بطريقتنا في حكاية مكاتب الاعلام الخارجي المنتشرة في دول عربية وأجنبية عديدة، أيهما أكثر تأثيرا في ايصال الرسالة الإعلامية ؟
دعونا نتوقف هنا عند اسلوبين للتواصل مع المجتمعات والدول العربية، الأول يتمثل في نشاط الشركات الاستثمارية الكويتية التي وصلت الى معظم الدول العربية، ودخلتها من الأبواب الرئيسية، لأنها توفر فرص عمل حقيقية ومنتجة تستفيد هي منها وأيضا يستفيد منها المجتمع المحلي، بل تذهب الى الاعلان في الصحف المحلية بعد شرائها لمصنع الى أن أيا من العاملين فيه لن يتم الاستغناء عنه، بل سيتم تعيين كوادر جديدة، لأن ذلك يتم على أساس الحاجة وليس على اساس أي شيء آخر، هذه الحرية في الحركة هي السبب في ضرب عصفورين بحجر واحد، نجاح تلك المشروعات مع تحسين صورة الكويت في تلك الدول التي فتحنا بها مكاتب اعلامية منذ أكثر من خمسة عشر عاما، ولم تحقق ربع ما حققته الأنشطة الاقتصادية هناك.
الأسلوب الثاني مثاله «اعلان الأهرام» الذي هو أحد منتجات تلك المكاتب، وان لم يكن كذلك، أي أنه تم بغير علمها، فالمصيبة أعظم، فهي بلا دور بالمطلق.
تتمثل المقارنة بين الاسلوبين في الفارق بين الخطاب الاعتذاري «الكويت على حق وان فلانا هو سبب مآسي الأمة العربية .....الخ» هذا الحديث عفا عليه الزمن، قارن ذلك بالخطاب المبادر، الذي ربما وجهه ممثلو الشركات الى المسؤولين في تلك الدول لتسهيل الاجراءات أمامهم كمستثمرين اسوة بدولة كذا ودولة كذا، التي شجعتنا فأقمنا عندها المنشآت الفلانية والفلانية، الفرق بين الخطابين كبير، بل كبير جدا، فالكويت هنا محل تقدير واحترام لأنها هنا تعطي ولا تطلب.
أحبابنا العاملين في المكاتب الخارجية، الخطأ ليس خطأكم، فأنتم من خيرة الشباب فيما نحسب، ولكن المنهج الذي نسير عليه هو مصدر الخطأ، والمرجو أن يستوعب طاقاتكم وخبراتكم منهج جديد نأمل أن تملك الوزارة والحكومة فيه الرؤية السديدة والعزم بغير تردد كما حدث في تجربة صحيفة «صوت الكويت» التي كان بالامكان تطويرها مع تقدم التكنولوجيا في دنيا الفضائيات، لقد كنا - كالعادة - الأسبق في طرح الفكرة التي ينفذها غيرنا بنجاح، بينما نأخذ نحن طريقا نعلم أنه خطأ، ولكن!