فيصل الزامل
علّق صديق من البحرين على ما ينشر في الصحف الكويتية: «أقرأ في صحفكم عن تحركات القطاعات السياسية وأخذها مواقع واستحكامات، ثم تبادل رسائل بينها وبين الجماعات السياسية الأخرى انتهت بمشاورات لتشكيل قوة تحالف ستدخل الى الساحة السياسية هذا الموسم في طابور محمول على آليات مكونة من خمسة استجوابات يقتحم بها التحالف معسكرات الحكومة حتى قبل بداية أعمال المجلس عبر مناوشات ليلية في ندوات قصف جوي تمهد لاكتساح بري شامل، ما تقولون لنا اشصاير عندكم؟» انتهى.
صحافتنا العزيزة استطاعت - مشكورة! - ان تشرك أهل الخليج في همومنا، ولأن أمرنا يهمهم، جزاهم الله خيرا، فلا نملك ان نخفي عنهم الحقيقة، نعم يا عزيزي، نحن في حالة اشتباك سياسي وان شئت أن تسميها حرب استنزاف سياسي واداري للدولة فهذه هي الحقيقة، فما يجري في الكويت ليس ديموقراطية، ومثلما ان ممارسات بعض من يدعون الاسلام ليست معبرة عن مبادئ هذا الدين العظيم، فكذلك الديموقراطية، الناس في الكويت تعرف ان هناك من يقنص بالدين، وكذلك هناك من يقنص بالديموقراطية، والتشابه في الحالتين ان الأول يتاجر بالنصوص الكريمة ويفسرها كيفما شاء، مستغلا احترام جماهير المسلمين للنصوص الكريمة وربما انخداع بعضهم به، وكذلك الحال في استغلال الديموقراطية.
لقد أرهقوا الكويت وبدلا من تعويض نقاط ضعف الحكم، والبناء على نقاط قوته وايجابياته، فقد تم استثمار السلبيات في أبشع صورة، كما تفعل الزوجة مع زوج طيب، فتستغله الى أبعد الحدود، ولا يمر يوم الا وأسمع فيه مر الشكوى من أناس في كل مكان في المساجد والأسواق والمكاتب، الكل يقول «الى متى؟» هذا السؤال المؤلم صار يأتي الينا حتى من خارج الكويت، تارة من البحرين وثانية من دبي وثالثة من جدة.
لقد انتفضت قوى حية في الكويت من مختلف ألوان الطيف الفكري، وتحرر كثيرون من التردد في التعبير عن استيائهم من اختطاف العمل السياسي الذي كافح جيل الآباء لتوصيله الينا فإذا به يصبح رهينة لأهواء فردية رديئة، ففي الوقت الذي تعتبر فيه برلمانات الدول المتقدمة الاستجواب «جلسة استماع» فإن ما نشهده هو جلسات عدم استماع تسيطر عليها كلمة «اسكت».
اخي المواطن، ان بعض النواب يعتبرك السبب في ممارساته، ويقول: «اذا لم نصارخ فإن الناس تسألني، وينك مالك حس، ماذا أفعل؟» الأمر الذي يحملنا كمواطنين على ايصال رأينا في اسلوب الصراخ الى النواب مباشرة، وليس فقط بالشكوى عندنا معشر كتاب الرأي، اخبروا نائبكم انهم يراقبون عطاءه، ولا يريدون صراخا لا يبني وطنا، بل يمزقه ويطرد منه الكفاءات المخلصة التي صارت دول المنطقة تستقطبهم والشركات المحلية تتسابق اليهم، وتخسرهم الخدمات العامة في هذا الوطن المكلوم.