بداية، نتقدم بالدعاء الى الله ـ عز وجل ـ بأن يحفظ صاحب السمو الأمير من كل سوء، قلوبنا معك يا والد الجميع، نسأل الله جلت قدرته لك السلامة والعافية والعود الحميد، اللهم آمين.
***
ثم، عندما تشعر الشعوب المليئة بالحيوية ومهارات الإبداع بالعجز عن التعبير عن تلك المهارات فإنها تصاب بالإحباط، وإذا نجحت وسائل القمع في إبقائها صامتة لحين من الدهر فهذا شيء مؤقت، لا تلبث أن تنفجر غاضبة حالما تتاح لها الفرصة، عندئذ لا تتوانى في الاندفاع كالبركان الهادر وذلك على نحو ما يحدث الآن في المنطقة العربية، وفي الكويت هناك قدرات إبداعية هائلة ولكنها مكبلة، بعضها بسبب المحبطات والبعض الآخر اختار الانتقال إلى الخارج للتعبير عن تلك القدرات وهو يشعر بالنرفزة اليومية بسبب عجزه عن تصدير طاقاته الى المجتمع الذي يحبه ويعيش فيه، والفارق في وضع الكويت عنه في البلاد العربية أن منسوب الحرية مرتفع إلى حدود قصوى، ما جعل إحدى صحف بريطانيا ذات الديموقراطية العريقة بعد نشر صور ما حدث في الكويت الأربعاء الماضي تصف مجلسنا بـ «الطفل المدلل» spoiled child.
هذا الوصف يؤكد أن الكويت ليست امتدادا للحالة العربية بأي مقياس مفهوم، فليس من اللائق بمن يعمل في مؤسسة تشريعية ورقابية أن يقدم استجوابات متلاحقة ومع ذلك يعتبر نفسه في بنغازي، هل يقبل عاقل بمثل هذا السلوك؟!
يقول المختصون في علم النفس عن الشاب الذي يتجه إلى الجريمة: «غالبا ما يكون هذا الشاب من أصحاب الطاقات الكبيرة ويعاني من الفشل في التعبير عنها، لهذا السبب فإنهم يلجأون في الغرب لبعض المساجين للقيام بأعمال بطولية بسبب مهاراتهم الخارقة التي لم يتم التنفيس عنها بالطريقة السليمة»، وعليه فالكويت بحاجة ماسة لانطلاقة تنموية هائلة تفتح فرص العمل والإبداع على مصراعيها أمام هذه الطاقات.
كلمة أخيرة: خلطة الاستجوابات أربكت الجميع، والجموح في تصوير أن «العلاقة بين الكويت ودول مجلس التعاون مرتبكة ومتأزمة» قفزة فوق الواقع الفعلي، ما يجعل منهج التأزيم محاصرا داخل المجلس وخارجه، فالناس منزعجون تماما من التنافس على من يؤزم أكثر عبر استجوابات الجملة.
نأمل في وقفة مراجعة مع النفس من قبل النواب فلانزال على الساحل ولم نتوغل بعد في الفوضى السياسية التي إن حدثت فلن ينجو أحد من شرها، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
[email protected]