فيصل الزامل
الأول: هذه الاستجوابات غير المقنعة دليل فشل الحكومة في تكوين أغلبية داخل مجلس الأمة.
الثاني: انت تسمع بلا شك عن مراجعة مواطنين لنواب لإنجاز معاملاتهم، يكتب لهم سكرتير النائب خطابا موجّها لمكتب الوزير، حيث يفتح ملفا للمعاملة في سجلات مخصصة لكل نائب بأسماء المراجعين الذين يرسلهم، و90% من المعاملات الواردة من هؤلاء النواب تأخذ طريقها الى التنفيذ.
الأول: الأمر ليس بهذا السوء، هناك من يرفض هذا الاسلوب.
الثاني: صحيح، ولهذا فان مبدأ «الاستجواب حق دستوري» يطبّق على هذه الفئة التي تتحدث عنها فقط.
الأول: ما هي حكاية «اسلامية نيولوك»، هل هي قصة شعر، أم نوع من العبث السياسي؟
الثاني: أعتقد أن كل نائب أو تكتل لا يتضمن سجله «استجواب وزير» يتعرّض للمعايرة وربما الاستهزاء، ولا يزيل هذا العار الا الثأر، المهم ألا يكون وراء الوزير المستهدف ظهر يصعّب مهمة النائب، مثل الحميضي والمعتوق، ولا يجد المستجوب غضاضة من الاشادة بالوزير أو الوزيرة، كما يحدث حاليا مع وزيرة التربية، فالمجال واسع جدا لقول الشيء وضده.
الأول: ما الحل اذا كانت الحكومة ضعيفة؟
الثاني: عندما أقرأ تصريحات القيادة السياسية في المحافل العالمية والاقليمية أجدها قوية وصريحة، خذ مواجهة الشيخ د.محمد الصباح مع «الدوري» في قمة الدوحة قبل سقوط صدام، واعلان الكويت رسميا عدم السماح باستخدام أراضيها لانطلاق أي عمل عسكري ضد ايران.
الأول: طيب، وبعدين؟
الثاني: اذا جمعت هذا الحزم مع اللين في القضايا المحلية، فان أقرب تشبيه له هو النفسية الابوية التي يهابها الناس في السوق والمكاتب، بينما هي ضعيفة أمام الابناء والاحفاد، تتحرى مرضاتهم، ويجيب الاب على من ينتقده على هذا اللين «آنا من لي غيرهم؟».
الأول: هذا كلام غير مقنع، نحن أمام ادارة «دولة» ولسنا أمام إدارة بيت.
الثاني: نعم، هي «دولة» مستهدفة من كثيرين يقومون بالتعدي عليها من الخارج كلما شعروا بضعف جبهتها الداخلية، والتاريخ يخبرنا بأن مفاوضات تسعير برميل النفط عام 1937 - 1938 مع الانجليز تأثرت كثيرا بالاجواء السياسية المحلية، التي استثمرها الانجليز وغذوها عبر الاذاعة، واستفادوا منها في حسم تلك المفاوضات، وهناك أمثلة أخرى جديدة لا يتّسع المجال لسردها.
الأول: خلينا في استجواب وزيرة التربية الآن.
الثاني: اليوم التربية وغدا فلان وأمس علان، انها ممارسة لن تتوقف حتى يتم استنزاف موارد الدولة البشرية قبل المالية.
الأول: وبعدين، ما الحل؟
الثاني: لقد تحدث مواطن في الستينات من عمره الى وزيرة التربية، جاء مع مواطنين آخرين بصحبة نائب لتعيين ابنته في الوزارة، قال للوزيرة بعد أن سمع منها «أنت على حق، ليس مهما أن تتعين ابنتي عندكم، ستجد رزقها ان شاء الله، المهم تستمرين في خدمة هالوطن» ثم التفت الى النائب قائلا «ديروا بالكم عليها علشان هالبلد الطيب».
وقد نشرت الصحف تلك المحادثة، فإذا استمر المواطنون في ممارسة دورهم كما فعل هذا المواطن الحريص على بلده، فان سلامة الدولة ستعود بالنفع على هذا المواطن وأحفاده، بدلا من شعار «أنا، ومن بعدي الطوفان» ترى، من سيعيش في أمان اذا اجتاحنا طوفان العجز المالي والشلل الاداري، وضاعت هيبة الدولة؟!
كلمة أخيرة:
يرحم الله الاستاذ يوسف العليان، كل من احتكّ به رأى فيه من الحلم وصفاء السريرة ما جعله محبوبا من الاسرة الصحافية، وقد زاملته في بعض المناسبات فوافق العلم الخبر، رحمك الله أبا طارق، عزاؤنا الحار لأسرته الكريمة والبيت الصحافي.