فيصل الزامل
الأحكام القضائية في قضية ما لا تنحصر ضمن حدود ما، بل ترسل من خلالها رسائل اما ايجابية أو سلبية للمجتمع، نكاد نصعق ونحن نقرأ في الجرائد الأحكام الصادرة في القضايا المختلفة حيث تتحول قضايا تهريب المخدرات والتعديات على الأبرياء وغيرهم من أحكام أولى مشددة إلى أحكام براءة نهائية يطلق من خلالها سراح المجرمين والخطرين على المجتمع وتذهب جهود رجال الأمن هباء منثورا.
ما نخشاه ان تكون المجاملة والبحث عن الشعبوية التي دمرت كل شيء جميل في البلد وقضت على مبدأ العقاب والثواب الذي لا تنهض ولا تتقدم المجتمعات دونه، قد وصلت الى قدس أقداس العدالة، فأصبحت المجاملات والخوف من العتب الاجتماعي هي ما يدفع بتلك الأحكام المخففة التي يصعب فهم دوافعها الحقيقية ولماذا صدرت بها أحكام رادعة في المقام الأول؟
تمتد استقلالية القضاء في الدول المتقدمة إلى الجهات الرقابية الأخرى مثل ديوان المحاسبة، فيمنع على الاطلاق تسييس تعييناته ومن ثم يتم الترقي عبر نظام مؤسسي متسلسل كحال القضاء يحتل فيه من هو في المركز الثاني المركز الأول عند اخلائه وينتقل من هو في المركز الثالث الى المركز الثاني وهكذا، نرجو خلق نظام شبيه في الكويت، فرغم جودة وكفاءة الأسماء المرشحة لقيادة الديوان من خارجه هذه المرة، الا اننا نخشى ان يكون الأمر غير ذلك مستقبلا، وان يبدأ من يعمل فيه يجامل ويحابي طمعا في الوصول لقيادته يوما ما.
قرأت في جريدة «روز اليوسف» قبل ايام لقاء ممتعا مع شخصية قضائية مصرية مطلعة هو المستشار أسامة الصعيدي الذي سبق له التعامل مع قضايا أموال عامة كبرى في مصر، ضمن المقال يقترح المستشار أسامة تفعيل دور هيئة سوق المال لحماية المتعاملين فيه، كما يرى اللجوء للتحكيم وسرعة البت في قضايا النزاع المالي كوسيلة لتشجيع الاستثمار الأجنبي في البلد، المستشار أسامة الصعيدي يعمل هذه الأيام في نيابة الأموال العامة في الكويت ويملك الخبرة والقدرة التي يمكن الاستفادة منها لتنظيم مرفقي المال والاستثمار في البلد.
يموت صدام وتبقى جرائمه متجددة مع كل يوم يمر، ضمن برنامج شاهد على العصر، كان لقاء مع الوزير السابق البارز ابان عهد صدام حامد الجبوري، ويروي ضمنه حكاية تسميم صدام للرئيس الجزائري هواري بومدين بسم الثاليوم الذي ظهرت عليه أعراضه حال مغادرته بغداد، ويقول الوزير الشاهد انه شاهد مثل تلك الأعراض على شخصيات عربية وعراقية بارزة قام صدام بدس السم لها ابان مقابلته معها، كما ذكر الجبوري ان صدام هو من أعطى الأوامر لاسقاط طائرة وزير الخارجية الجزائري، ابان محاكمات صدام كتبنا ان من اضاعة الوقت محاكمته على جرائم الغزو والدجيل وحلبجة وغيرها كونها أقرب للشمس في رائعة النهار وان على المحاكمات ان تركز على جرائمه الخفية في اشعال الحرب الأهلية في لبنان وبين المنظمات الفلسطينية واثارة القلاقل في اليمن والسودان وسورية... الخ.