فيصل الزامل
مللنا الكلام عن الفشل، لنتكلم قليلا عن النجاح، يقول الخبر «تأسس في البحرين «بنك الإبداع» وهو مختص في تمويل أصحاب المشروعات الصغيرة بحد لا يتجاوز 10.000 دولار للمشروع الواحد، وقامت فكرة البنك على أن الشريحة المنتجة التي لا تجد موارد مالية هي الكبرى في المجتمع، وأن تجارب الأمم تثبت أن كبار الناجحين قد خرجوا من بين هذه الفئة، وهي لا تستطيع دفع تكاليف باهظة لإعداد دراسات جدوى مكلفة من كبريات الشركات الاستشارية، وقد أظهرت التجربة أن هذه الشريحة هي الأفضل في سداد التزاماتها نظرا لصغر حجم القسط المطلوب سداده، ورأسمال البنك (الإبداع) خمسة ملايين دولار ساهم السيد خالد كانو بـ 10% والسيدة منى المؤيد بـ 10%، اضافة الى برنامج الخليج العربي التابع للأمم المتحدة بـ 40% وبنك البحرين للتنمية بـ 20%..الخ، ولا يتقاضى البنك فوائد على مساهماته في المشاريع الصغيرة التي يمولها، ولا تتجاوز فترة الحصول على رد البنك أسبوعا واحدا من تقديم الطلب» انتهى الخبر.
مثال ثان: «أنشأت مؤسسة عبد اللطيف جميل في المملكة العربية السعودية عام 2005 برنامج «باب رزق/ جميل» الذي درس 1200 مشروع صغير اعتمد منها 811 مشروعا، وبلغ سقف مساهمة البرنامج 200.000 ريال (16 ألف د.ك) وتتفاوت نوعية المشروعات بين مشاغل خياطة وتربية المواشي ولوازم الأفراح وبيع منتجات غذائية وكماليات وعطور وملابس واكسسوارات ..الخ، وامتد نشاط البرنامج الى مختلف مدن المملكة من خلال التعاون الوثيق مع الغرف التجارية، ففي الاحساء تتولى غرفة التجارة هناك تقديم الخدمات الاستشارية للمستفيدين من «باب رزق» وتساعدهم على جمع المعلومات اللازمة حول مشروعاتهم، وتقدم الغرفة الى البرنامج تقريرا مختصرا عن سير المشروع، وقد استفاد من دعم البرنامج 89 مواطنا لشراء «سيارة أجرة» و3709 سيدات في برنامج «أسر منتجة»، ويتجه برنامج «باب رزق» الى توفير 25000 فرصة عمل مع نهاية هذا العام، حيث بلغ ما تم صرفه الى نهاية العام الماضي 110 ملايين ريال، علما أن البرنامج لا يتقاضى فوائد على المبالغ التي يقدمها، ويُسقط تلك المبالغ في حالة الوفاة». انتهى الخبر.
في الكويت بدأت «مبرة شركة الصناعات الوطنية» برنامجا جديدا لدعم أصحاب المبادرات في عام 2009 وأقامت دورة تدريبية للمتقدمين بالتنسيق مع مركز المثنى التابع للهيئة العامة للتعليم التطبيقي وذلك للاطمئنان على حسن تنفيذ تلك المبادرات، مع تحمل المبرة تكاليف المدربين وتقديم مكافأة تشجيعية للمشاركين وذلك لمدة ثلاثة أشهر (ابريل ـ يونيو).
نحن بحاجة الى المزيد من مساهمة الشركات في الجانب الاجتماعي عبر توفير فرص العمل وتبني الطموحين وزيادة عدد الأسر المنتجة، الذي يعني بالتبعية تقليل الاضطراب في المجتمع وخفض نسبة الانحراف.
كلمة أخيرة:
اشتكى الزبرقان عند عمر ( رضي الله عنه ) على الحطيئة في بيت شعر هجاه به، قال فيه:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وقال: «والله يا أمير المؤمنين ما هُجيت ببيت أشد منه» اعتبر الكسل والبطالة عيبا عظيما، فاستشار عمر الشاعر حسان بن ثابت ( رضي الله عنه ) رغم علمه بالشعر، ولكنه أراد إقامة الحجة من مختص، فقال حسان عن هذا البيت «نعم، هجاه وسلح عليه».