Note: English translation is not 100% accurate
الأغنياء أنواع «الحريري» و«رفعت الأسد»
الاثنين
2006/12/4
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
جاء الغنى الى رفيق الحريري بعد انتقاله الى السعودية في الستينيات كمدرس، ثم كمقاول في الطائف، وغيرها، وتزامن ذلك مع فترة المشاريع الكبرى في المملكة، بينما حقق رفعت الأسد ثروته عبر نفوذه والاتاوات التي حصل عليها عن المشاريع التي تنفذ في سورية ولبنان.
والآن، أمامنا الثروة الهائلة لرفعت الأسد والذي يملك قصرا فخما في لندن، ويسعى لتكرار أعماله السابقة (...) عبر اذاعته ونشاطاته المعروفة، وهناك ثروة رفيق الحريري والذي يدرس على نفقته 50.00 تلميذ لبناني، ومشاريعه وأعماله الخيرية التي لا تحصى، وأهم منها انه وضع حياته في تصرف الحالة اللبنانية وكان يتوقع انه سيقتل في أي لحظة، وتحدث عن ذلك مع جنبلاط وغيره، ولو انه لجأ الى نادي أثرياء مونت كارلو، ونيس وكان، لما اهتم به قاتلوه. كيف يمكن ان يكون الأغنياء كلهم أشرار كما يعتقد البعض؟!
بل ان هناك أغنياء جمعوا الملايين عبر أنشطة تجارية، وليس عبر اتاوات «الأسد»، ولكنهم كنزوا المال، وفي أحسن الأحوال أخرجوا الحد الأدنى وتصدقوا به، ولكنهم لا دور لهم في إصلاح بلدهم، وربما فاقت ثرواتهم ـ بمراحل ـ الأسماء المعروفة من الناشطين في اقامة المشاريع وادارة شركات يعمل بها الآلاف، بينما أولئك الأكثر ثراء منهم تركزت ثرواتهم الأسطورية في حسابات مصرفية في مصارف أوروبا، وعقارات تدار لهم بصمت، ولا وظائف أو دورة لرأس المال ولا يحزنون.
ان «البعض» لا يكترث بهذا النوع، بقدر ملاحقته للناشط من الأغنياء، ممن يترك أثرا طيبا في وطنه، كما فعل «الحريري» وآخرون مثله، وهي طبيعة بشرية لم يسلم منها حتى الصدر الأول من الإسلام، نموذج عبدالرحمن بن عوف، القائل «لو قلبت الحجر لوجدت تحته مالا» وعثمان بن عفان، رضي الله عنهما، أما الأول فلم يتناوله التاريخ بإساءة، وأما الثاني الذي بذل ماله كما لم يفعل أحد في التاريخ الإسلامي، ثم أسهم في ادارة الدولة حتى شهدت رخاء اقتصاديا غير مسبوق في زمانه فقد ناله الذي ناله.
هذه الطبيعة البشرية رأيتها في تركيا، حينما تولى قيادتها توركوت اوزال، والذي تنسب اليه النهضة الاقتصادية الحديثة لتركيا، ومع ذلك فقد كان في التيار الديني هناك له خصوم، كنت أحدث بعضهم قائلا: «لن تعرفوا قيمته حتى تفقدوه» وهكذا كان.
انها طبيعة بشرية مكلفة جدا، وفي أجوائها ينتعش أمثال «رفعت الأسد» ويغيب الحريري واوزال، ويستمر التراجع.
نعم، مطلوب التصدي لأمثال رفعت الأسد، ليس بأسلوب الصراخ الفارغ، بينما الطعنات تتوالى في ظهر نموذج الحريري، ولا تنال امثال «الاسد» بخدش، فهذا الاسلوب مماثل لقلع السن السليمة، وترك التي ينخر فيها السوس (السن الفاسدة) بغير علاج.
ما يحدث في الكويت هو امتداد لهذه الطبيعة البشرية، ولست أكتب هذا إلا للتخلص من تساؤلات من نوع «لماذا يحدث هذا؟!»
بغرض وضع النقاط على الحروف، والأمل كبير في النضج الذي تعاملت به مجتمعات متقدمة مع هذه المسألة، فنجح فيها أغنياء يتبرعون بالمليارات، ولم يترك نظام الضريبة نادي الأثرياء بغير اشراكه في مسؤولية بناء الدولة.
تحية كبيرة لمدرسة «الحريري» و«اوزال» في كل بلد نام.
كلمة أخيرة:
أرسل وال من الولاة الى عمر بن عبدالعزيز سلتين من رطب جيد، في أول أوانه، فلما علم انها جاءت على دواب البريد ـ مراسل الوزارة ـ أمر بهما فبيعتا بالسوق، فاشتراهما رجل من بني مروان بثمانية عشر درهما، فأهداهما الى عمر، فلما أُتي بهما قال: «كأنى بهما، تلكما السلتين؟!»
قالوا له: «نعم» فوضع احداهما بين يدي حضور مجلسه، وارسل الأخرى الى امرأته والقى ثمنها في بيت المال.
اقرأ أيضاً