Note: English translation is not 100% accurate
السنة في العراق ضياع سياسي كامل وشامل
الأربعاء
2006/12/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
ليست في العراق قيادات يعتمد عليها في الوسط السني، وهي حقيقة مكلفة، فإنه حتى أمام خصومهم يحتاجون الى قيادات قادرة على تمثيلهم على نحو يقارب من مستوى التحدي، ويتحدثون بلسان من يتحمل مسؤولية القوم الذين يقودونهم، ولهم امتداد حقيقي داخلهم.
الموجودون الحاليون لا يمثلون إلا أنفسهم، واذا ادعوا انهم يمثلون أحدا فإننا نريد ان نراهم وهم يتحدثون في حشد جماهيري من مائة شخص فقط في منطقة من مناطقهم، وليس عبر شريط متلفز، فقد ثبت ان أعمال القتل من السنة تجاه السنة تفوق ما يحدث من غيرهم تجاههم.
يجب ان تكون هذه المسألة واضحة وجلية، بعد ان صار القفز الى مقابلة تلفزيونية، وإيهام من يدفع لدعم السنة أمرين مغريين للكثيرين، فظهرت أسماء تعيش في الأردن وبعض دول الخليج وهي من الهشاشة في التأثير بالداخل ما يجعل الصرف عليها عبثا لا طائل وراءه.
لقد استطاع حزب البعث على مدى عقود ان يتخلص من المنافسين في الوسط السني، بحفلات إعدام شملت التيار القومي والديني والشيوعي وحتى العشائري حتى «ما ظل بيها أحد» بالتعبير العراقي.
اليوم، يفتقد الوسط السني أبسط أنواع القيادة، لا نطمح الى قيادة ذات رؤية سياسية، تقرأ الواقع وتتحرك وفق المعطيات والحقائق، لا، لا، هذا فوق الطموح، بعد ان عجزوا عن فهم معنى الانتساب لقوى الأمن للحد من بطشها بهم، ما نطمح اليه فقط هو قيادات أكل وشرب ونظـافة للأحياء السكنية التي تتحول تدريجيا الى سكون المقابر ليلا، ورعب ساحات الحرب نهارا.
لا نطمح الى قيادة سنية فذة تقول لدول الجوار ادعموا العراقيين كلهم، ولا تدعموا السنة فقط، فقد تأخرتم كثيرا، واذا تدخلتم الآن بمعادلة ثلاث سنوات الى الوراء فسوف تزيدون الأمر سوءا.
لا توجد قيادة عراقية سنية في داخل العراق قادرة على إقناع خمسة عراقيين بالحقيقة للتحرك بواقعية، لهذا تتحرك أجهزة المخابرات من ايران وسورية الى داخل الوسط السني، عبر بث أشرطة تخترقهم، وتدفعهم الى المزيد من التيه، بخطابات تشتم الصفويين والمجوس...الخ، حتى تشتد أعمال التصفيات والفرز المناطقي، وتكون محاصرة السنة في مناطق مفروزة أيسر من حال تداخل السكن والعيش المشترك، ويكون القصف بالهاون أسهل (وين ما تقصف تحصد)!
انهم تائهون تماما، خذ مثالا على هذا تيه ذلك العبقري حارث الضاري (..) الذي يعيش في الأردن، ويناشد دول الجوار ـ تحديدا السعودية ودول الخليج ـ دعم أهل السنة، وفي الوقت نفسه يشتم هذه الدول التي ساعدت (...) على الدخول الأميركي، واحتلال العراق كما يقول، رغم ان دول الخليج تجاوزت اعتداءات عراق صدام وتنظر الى المستقبل، في حين يعيش ممثل البعث حقبة انتهت، واذا سألت هذا العبقري «اذن تريدون خروج الاميركان؟!»
جاءك الجواب الغبي «الآن خروجهم يزيد الأمور تعقيدا» وهو قول عامة السنة والشيعة أيضا في العراق «بقاء الأميركان هو احتلال مرفوض، وخروجهم أيضا مرفوض»!
القيادات الشيعية مطالبة بتوجيه أي دور خارجي كي يدعم العراقيين جميعا، فقد ثبت ان مصالح دول الجوار تتبدل وفق حسابات تختلف وتتغير في ليلة ظلماء، وهو أمر ذاق منه الأكراد الأمرين في ولاءاتهم الإقليمية المتقلبة على مدى نصف قرن، انتهوا بعده الى ما يعيشونه الآن من اعتماد على النفس وتكريس مفهوم المواطنة ضمن إقليم، إن لم يكن دولة.
كلمة أخيرة:
حج سليمان بن عبدالملك، ومعه عمر بن عبدالعزيز ورأى القافلة وقد استراح الركبان، فوضعوا متاعهم، منهم المكثر ومنهم المقل في زاده ومتاعه، فقال عمر لسليمان: «هكذا الناس يوم القيامة، من قدم شيئا قدم عليه، ومن لم يقدم شيئا، قدم على غير شيء».
اقرأ أيضاً