Note: English translation is not 100% accurate
إبراهيم الجريوي علم على جيل الكفاح
الأربعاء
2006/12/27
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
العم ابراهيم الجريوي، يرحمه الله، من الجيل المكافح، غادرنا بالامس الى رحمة الله الواسعة، ولن تغادرنا سيرته العطرة وامثاله الكرام.
للعم ابراهيم تجربة واسعة في الحياة فقد تنقل في الخمسينيات بين دول الخليج ضمن عمله في تجارة نقل البضائع، وفي ايران تعرض في منتصف الخمسينيات لتجربة السجن بسبب منع نقل الذهب، وهي مهنة كثير من تجار الكويت، قال عن تلك التجربة القاسية: «صدمنا قرار السجن لثلاث سنين انا وزميلي محمد الخنيني، فقلت له، ليس امامنا الا الصبر، وطلبت من ضابط السجن ان يسمح لنا بإرسال من يشتري فرشا نظيفا للزنزانة فوافق، وبعد فترة استأذنته في ان نوصي الحارس اذا خرج بأن يحضر لنا طعاما افضل فوافق، وبعد مرور بضعة اسابيع، وجدت اننا بحاجة لتعلم اللغة الفارسية بشكل افضل، عرضت على ادارة السجن ان ندفع لمدرس يعلمنا الفارسية ثلاثة ايام بالاسبوع فوافقت الادارة، وتعلمنا الحديث بشكل جيد، ساعدنا ذلك على التفاهم مع المساجين الذين نختلط بهم.
مع مرور الوقت، تعرفت على شخص حدثني عن شيء يسمونه الاسفنج الصناعي، وقال لي: هناك اسفنج طبيعي يستخرج من البحر، وهو قليل، اذا جاء الصناعي بكميات كبيرة وجودة عالية فسيقبل عليه الناس، ومثلما جاء اللؤلؤ الصناعي، وحل محل الطبيعي سيحدث شيء مشابه مع الاسفنج. كانت معلومة مهمة، استفدت منها بعد انتهاء فترة السجن، وتابعت اخبار هذه الصناعة الجديدة، ثم اعانني الله بإنشاء اول مصنع للاسفنج في الخليج عام 1966».
يرحمك الله عم بوفيصل، كنت مدرسة في الصبر، وحسن التصرف امام النوازل والشدائد، فتحولت ـ مع الصبر ـ المحنة الى منحة وتحقق لك النجاح بسبب حسن تعاملك مع الشدائد، ففي الحديث الشريف «من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط».
استمعت قبل ايام الى حديث في جلسة عن «ايام اول ما فيها هموم هالزمان» فقلت للمتحدثين: لكل زمان همومه، ففي السابق كان بعضهم اذا سئل عن حاله قال يصف خلو البيت من الزاد: «البيت مسجد» يعني لا زاد فيه الا الماء، وبعضهم تلاحقه ديون الغوص، ثم جاءت كارثة انهيار اسعار اللؤلؤ، عماد اقتصاد البلد، وهي اشد قسوة من كارثة «المناخ» الا ان الناس تكاتفوا، وكافحوا حتى خرجوا من تلك الازمة، وكانت تجارة النقل البحري احد منافذهم لطلب الرزق الحلال.
انه جيل مكافح، ومن الخطورة ان يظن الجيل الحالي ان سهولة الحصول على المال، عبر الرواتب الحكومية السخية صمام امان للمستقبل، فالدنيا دول، واسعار النفط لن تدوم، ولابد من تعزيز المهارات والخبرات والنيل بحظ وافر من العلوم الحديثة، وأهم منها تلك الصفات الحميدة التي صقلت جيل الامس، وجعلتنا نفخر بعطائهم وصفاتهم املا في امتدادها في الاجيال الجديدة.
كلمة أخيرة:
لسنوات عديدة، دأب العم ابراهيم الجريوي على ارسال العشرات من الحجاج على نفقته بكامل احتياجاتهم وبسخاء وكرم، أسأل الله ان يمتد اثر هذه السنة الحميدة فيعظم الله له بها الاجر.
اقرأ أيضاً