فيصل عبدالعزيز الزامل
دخل مراجع إلى مدير إدارة هجرة حولي بالإنابة المقدم محمد العجمي بغير أن يحمل الرقم المخصص للمراجعين الذين ينجزون معاملاتهم بالترتيب، وجرت المحادثة التالية:
- ـ وين رقم الدور؟
- ـ ما عرفتني، أنا فلان (ع. س) مدير القناة الفضائية الفلانية.
- ـ أهلا وسهلا، لو سمحت خذ رقم وتفضل.
- ـ الظاهر انتو ما يفيد فيكم إلا النشر في الإعلام، راح تشوفون.
بالفعل انهال هذا الشخص وفي الليلة نفسها على الوزارة عبر تلك القناة بانتقادات غير بريئة، من خلال نشر صور «الشينكو» في مواقف السيارات مع عبارة «ليش مخصصة للموظفين» وصور لمكاتب مع عبارة «الموظفون يعاملون المراجعين بطريقة سيئة» رغم أنه لم يباشر تنفيذ معاملته، ثم لقطات من هنا وهناك يفرغ من خلالها سخطه على النظام الحازم والعادل الذي يتبعه الجميع.
هذا الأسلوب هو نفسه الذي يستخدمه 3 نواب فشلوا في تخويف وزير الداخلية بسبب ـ أيضا ـ تطبيقه القانون، ومارسوا جميع وسائل الضغط للتعويض عن فشل الاستجواب، وذلك في صورة مكشوفة للكيدية، مستخدمين كرسيا زائلا لن يحمي صاحبه من المساءلة الكبرى، يوم لا ينفع مال ولا بنون.. ولا حصانة!
لقد أوصل المواطنون هؤلاء الأشخاص إلى الوظيفة النيابية من أجل الحفاظ على أمن الناس، وليس لتنفيذ هدف شخصي خاص بهم، وبطريقة لا ترتقي إلى مستوى «القاضي المحايد» الذي يطلب نقل ملف قضية منظورة أمامه بسبب وجود علاقة ايجابية أو سلبية بينه وبين أحد الخصوم اتقاء للشبهات، بينما نجد هنا شخصا لا يريد أن يصوم 3 أيام كفارة لقسم (...) وحتى بعد أن سقطت عنه الكفارة بعد الاستجواب، نراه يمارس اللدد في الخصومة، ويسحب من ورائه صحافة يلهث «بعضها» وراء الإثارة ويتلذذ بها، ولو على حساب القضية الأمنية والبلد برمته، من خلال التشكيك الظالم في أمانة من يأتمنهم المجتمع كله على الأرواح والأعراض.
يا سادة يا كرام
النائب المعني أعرف الناس بأمانة الوزير في بلد يخضع لـ 6 مستويات من الرقابة المالية، ويعلم أن التحقيق سيبين أن الاتهام «فشوش» ولكنه يتحرك وفق أسلوب «العيار اللي ما يصيب يدوش» هذا النائب لا يهمنا في شيء بقدر ما تهمنا سلامة بلدنا من الزعزعة والعبث، تارة بالأمن وتارة بالاقتصاد، في مسلسل فاشل لإخضاع هذا وذاك لدولة «الحنجرة النحاسية» التي غربت شمسها، ونربأ بإخوة أفاضل في البرلمان أن يكونوا مجرد قنطرة لمثل هذه الأجندة الشخصية البحتة.
كلمة أخيرة :
بعد أسر الإيطاليين للبطل عمر المختار في 11/9/1931 قابله الحاكم الايطالي غراتسياني وهو مكبل بالحديد:
- ـ لماذا حاربتنا؟
- ـ من أجل ديني ووطني.
- ـ ماذا تريد أن تحقق؟
- ـ إخراجكم من بلدي، فأنتم مغتصبون.
- ـ كم من الوقت يلزمك لإنهاء هذه الثورة؟
- ـ لقد أقسمنا أن نموت الواحد تلو الآخر، ولا نلقي سلاحنا ولن نستسلم.
قال غراتسياني في مذكراته «أنا الذي خاض معارك الصحراء القاسية ولقبتني صحافتنا بأسد الصحراء، كانت شفتاي ترتعشان، لم أستطع أن أنطق بحرف واحد».