Note: English translation is not 100% accurate
شيء آخر كشفه إعدام صدام
السبت
2007/2/10
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
لقد انتهى موضوع اعدام صدام، من حيث استحقاقه القصاص لما اقترفت يداه، ولقي المصير الذي كان هو يتوقعه، ولكن تسليمه الى حزب الدعوة لتنفيذ الحكم، بعيدا عن رئاسة الدولة ـ الكردية ـ والمفاهمة الضمنية على انه «اخذ ثأر» اكثر منه اجراء دولة، على النحو الذي اكسب هذا المجرم تعاطفا لا يستحقه ـ هذا الاجراء كشف طبيعة حكم الاحزاب للدول المتخلفة، حيث لم ينجح «قناع» النظام الديموقراطي في حجب الاستحواذ الحزبي على الدولة، ومن يتحدثون عن افضلية النظام الحزبي لحكم الدولة لا يعيشون واقعنا، ويعتقدون ان الحال سيكون مثل حزب العمال وحزب المحافظين في بريطانيا، حيث ينضم الى الحزب الجميع، من كل عرق ودين، في حين يفهم اكثر الناشطين في بلادنا العربية والاسلامية الحزب على انه تجمع الصفوة، ولكل فئة معاييرها في حكاية الصفوة، إما على اساس الصفوة القبلية او الدينية او الفئوية، ولهذا أنشأوا في ايران مجلسا لديه صلاحية السماح والمنع في ادراج المرشحين الى قائمة الانتخابات، يسمونه مجلس تشخيص النظام، وقد منع في الانتخابات الماضية حوالي 40% من نواب البرلمان السابق من اعادة ترشيح انفسهم، ولهذا جاءت النتيجة معبرة عن اختيار النظام الحاكم، وليس عن اختيار الشعب.
ان النظام الحزبي الحاكم في اوروبا متفاوت بين ملكية دستورية (بريطانيا) وجمهورية رئاسية (فرنسا) ونظام الكونفيدرالية (ألمانيا) وتتناوب فيه الاحزاب، فيما يسمى بتداول السلطة، وهو امر مرفوض في اعرافنا الشرقية، فنحن في بيئة «تشخيص النظام»!
نعم، إذا كانت اوروبا قد سمحت لنفسها بتعدد النماذج، بحسب ظرف كل بلد وتاريخه السياسي، فإننا نستحق حرية التفكير والانتقاء، خاصة وقد عايشنا تأثير التنافس السياسي في توظيف الادوات الدستورية لبلوغ مآرب ضيقة آخرها هو الصالح العام، فإذا تحولت هذه الممارسة الى الشكل الجماعي المنظم، المسمى الاحزاب، بدلا من معالجة الخلل، فإننا نسير الى درب تختطف فيه الدولة، ويكون فيها تداول السلطة امرا مميتا بالنسبة لأحزاب الاستحواذ، ولا شيء يمنع تكرار النماذج المحيطة بنا والتي تقوم على «انا، ومن بعدي الطوفان».
يا قوم، السعيد من وعظ بغيره، وإذا كانت الكويت اليوم تعيش وفرة مالية تداوي هذا الهدر الذي يمارسه الساسة، فما هو الحال إذا جفت الموارد؟
انه نداء موجه الى الجميع، في جانب السلطة والنظام، وكذلك الى النشطاء من الساسة والمفكرين.
وبالنسبة للنظام، فإنه مطالب بتطوير نفسه، وتعزيز هيبة الدولة، عبر «الحضور» الفاعل، وسرعة الحركة والمبادرة المدروسة، والتخلص من نهج قديم قائم على مراقبة الخطأ، فإذا استفحل صار علاجه شبه مستحيل.
كلمة أخيرة:
سئل رجل من بني عبد القيس: «بم سدتم؟» قال: «نحن عشرون ألفا، وفينا حازم نطيعه».
اقرأ أيضاً