بقلم: فالح بن حجري
يبدو أن موضوع التربية والتعليم قد خرج من يد وزارة التربية ودخل في عهدة نفق الجهل المظلم! وكل ما نراه من تداول وعلى عينك يا تاجر لامتحانات مسربة ومهازل في الامتحانات، دليل واضح على حقيقة بحثنا عن جوهرة العلم في كومة من «غش»!
الأمم «تتطور» بالتعليم إلا نحن «نتورط» فيه ويصبح تخطيه مشكلة لنا في حد ذاته! ولم يعد نظام «شيل الوكيل وحط الوكيل» دواء ناجعا لورم سرطاني لا يكون علاجه إلا بالبتر والدعوة لخطة إنقاذ وطني تجمع ما تبقى (إن بقي شيء!) من أشلاء تربيتنا وتعليمنا!
وزير التربية مجتهد ولا شك، لكن كثيرا من مسؤولي الوزارة نسوا أنه ليس لكل مجتهد نصيب في جثة متحللة إكرامها دفنها في رمال التخبط والارتجالية! ضخ الأكسجين في أجهزة الإنعاش لن ينفع رئة وطنية أنهكها تلوث الجو التعليمي! والتبرع بدماء بهرجات إعلامية جديدة لن يفتح شرايين مسدودة بحواجز المناهج اللامنطقية!
وتدليك أطراف جسد الإدارة التعليمية لن يجعله ينهض مادام استحب طعم الكرسي والمنصب وفضله على انتصاب قامة الوطن وسيظل هذا الجسد راضيا بالشلل مادام كرسيه ومنصبه راقدا تحته!
يا سادة التربية والتعليم لا تلوموا طالبا «غرقان» وسط لجة بحر مناهجكم حينما يتعلق «بغشه»! ولا تلوموا أسرة سلمتكم ابنها «طفلا» فرجع لها «متطفلا» على رحاب العلم! ولا تلوموا معلما وضعتم «كادره» في كفة ووضعتم «كدره» في الكفة الأخرى، وحملتموه ما لا يطيق حينما وضعتموه في وجه مدفع قراراتكم مطالبين إياه بإشعال الفتيل وتحمل قذائف التذمر الشعبي ووخز الضمير!
يا سادة التربية والتعليم، عندما لا تثمر الشجرة لا بد من قطعها من جذورها ورميها بعيدا وزرع شجرة أخرى تسقى بماء إخلاص وتضحية وشجرتكم حاليا لا ظلال لها ولا ثمر بل مجرد «عود جاف».. ما بعده قعود! فقوموا إلى تقاعدكم يرحمني ويرحمكم الله.
bin_7egri@