فاطمة الناصر
تابعنا الحديث الواقعي لرئيس مجلس الامة جاسم الخرافي عن تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، حيث اكد ان الحديث عن خطوة كهذه أصبح كلاما انشائيا، لأنه يتناقض مع الواقع وأعاد الرئيس سبب ذلك خلال لقائه مع رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق والذي نشر في «الأنباء» على مدار يومي الاربعاء والخميس الماضيين، الى امور كثيرة أبرزها ان اجراءات تأسيس شركة تأخذ اشهرا، ولفت الى ان هذه الخطوة لا تتطلب النظر فقط الى الامور الاقتصادية والمالية، بل هناك عوامل اخرى تتعلق بوزارات الداخلية والشؤون والتجارة وغيرها.
أعجبني ذلك الحديث بشكل كبير وأرى اننا لكي نحقق طموحنا بتحويل البلاد الى مركز مالي وتجاري في الشرق الاوسط نحتاج الى تأهيل الشعب قبل أي شيء، وهذه هي البداية الحقيقية، فعندما نؤهل كوادر متخصصة في وضع الخطط المستقبلية بشكل عصري، ويكون لدينا مسؤولون قادرون على التعامل مع الاحداث الطارئة بمرونة وسرعة، وعندما نملك موظفين حريصين على الانجاز والابتكار، وعندما نبتعد عن المصالح الشخصية والخصومات الفئوية والطائفية، وقتها نكون مؤهلين تماما لتسخير امكانياتنا لذلك الطموح، ولا شك ان تاريخ اجدادنا وآبائنا، وما ضربوه لنا من امثلة في التحدي والمثابرة والتعاضد والتآلف فيما بينهم، والتفافهم حول قيادتهم السياسية وحرصهم الشديد على اسم الكويت، هذا التاريخ المشرف يؤكد أننا قادرون على فعل أي شيء، ويبرز أننا أقوى من الحديد أمام الشدائد.
علينا ان نبدأ بأنفسنا وأولادنا ومحيطنا، ولا شك أننا مطالبون كما أشار رئيس السلطة التشريعية بأن نبتعد عن الحسد والقيل والقال والفتنة.
وفي خطوة متوافقة مع ذلك، علينا ان نعدل قوانيننا ونسن اللازم منها للتعامل مع ما نطمح اليه، ولا شك أننا في هذا الصدد بحاجة الى ثورة تغيير، على مستوى اداراتنا الحكومية، لنصل على الاقل الى المستوى الذي سمعنا عنه من السرعة والدقة في انجاز المعاملات عندما اعلن عن «الحكومة الالكترونية»، فرغم اعلان هذا المصطلح منذ فترة ليست بالقصيرة، الا ان التطور لم يكن بالمستوى الذي تخيلناه ورغبنا فيه.
كلام الرئيس الخرافي كان على مستوى الخبرة السياسية الطويلة لمسؤول يرى بعين الحكمة ما نحتاجه فعلا لكي نحقق طموحاتنا، ولا شك أننا نتفق جميعا على أننا قادرون ولكن علينا ان نبدأ ولتكن البداية من اعضاء السلطتين من خلال التعاون على البناء، والرغبة في الانجاز بعيدا عن التأزيم والتصارع.