فايز النشوان
الهجمة الشرسة التي تعرض لها وزير التجارة والصناعة الأخ أحمد باقر من بعض الصحف بينت لي ان المسألة تعدت المهنية الصحافية الى الخصومة الشخصية والتخرب السياسي، فلقد قوّل الرجل ما لم يقله، ولانني كنت حاضرا لندوة جمعية احياء التراث الاسلامي التي كانت تتحدث عن الأزمة المالية العالمية وتوضيحها للناس، فانا اشهد بان باقر لم يأت على لسانه وصف المتداولين بالمغامرين كما ادعى البعض، بل كانت كلمة تستند الى آراء شرعية من كلام الله عز وجل وحديث نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) واستشهد بما قاله اصحاب الرأي وجهابذة الفكر ومنظرو الرأسمالية المطلقة وكذلك بما قاله رؤساء الدول الغربية كالمستشارة الألمانية التي حثت على محاسبة المديرين التنفيذيين للشركات التي انهارت الذين فضلوا مصالحهم الشخصية على مصالح المؤسسات التي يديرونها حيث كانوا يتقاضون رواتب هائلة وصلت لعشرات الملايين، اما الرئيس الفرنسي ساركوزي فاكد على ضرورة اعادة النظر في النظام الاقتصادي الرأسمالي المعمول به في الغرب والذي اثبت فشله عمليا، فنظرية رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تاتشر والرئيس الاميركي الراحل ريغان «اتركه يعمل دون قيود» ومسألة الرأسمالية المطلقة قد فشلت بل هي كما اكد ساركوزي سبب انهيار الاسواق، فالدولة يجب ان تضع القيود الرقابية على الشركات حتى تضبط ايقاع الاقتصاد، ومن اجلّ ما ذكر باقر في ندوته ان الوقت قد اصبح مناسبا لعرض بضاعتنا نحن امة محمد وما لدينا من رؤية اقتصادية اسلامية تحل البيع وتحرم الربا الذي ينهش في جسم المؤسسات المالية التي انهارت كالسرطان.
وزير التجارة لانه سلفي واستشهد بما قاله الله وقاله الرسول هوجم، ولكنه لو استشهد بما قاله آدم سميث وروسو لقالوا له احسنت التشخيص والتدليل، هذه الايام تتطلب من الجميع عدم التصعيد اكثر من ذلك فالوضع لا يسمح بالتصفيات الحزبية الضيقة ويجب رص الصفوف ودق ناقوس الخطر فاقتصادنا الوطني يتعرض لازمة مالية عالمية لن تبقي ولن تذر.
ما احوجنا هذه الايام للحكمة التي ضللناها وما احوجنا الى الهدوء والتقاط الانفاس والتفكر بروية في مستقبل الكويت.