تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى دول مجلس التعاون الخليجي في إطار التآخي بين قادة تلك الدول حيث توجه الملك سلمان خلال هذه الزيارة الميمونة إلى الإمارات وقطر ومملكة البحرين التي شهدت عاصمتها المنامة القمة الخليجية الـ 37 حيث جاءت في ظروف تحتاج إلى أن تتخذ فيها القرارات الحاسمة من قبل قادة دول الخليج في ظل تلك الظروف المحيطة بدول المجلس والتي تحمل في طياتها المصاعب والمخاطر المستهدفة للمجتمعات والشعوب الخليجية.
ولذلك آثر الملك سلمان أن يقوم بجولة مكوكية على دول المجلس للتشاور مع القادة قبل انعقاد القمة الـ 37 في مملكة البحرين مما كان له الأثر الطيب في نفوس أبناء الخليج جميعا لتلك الزيارة الكريمة حيث تزينت هذه الدول واستعدت شعبيا ورسميا لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالضيافة العربية الأصيلة لأهل الجزيرة العربية، فكان ما رأيناه من الاستقبالات السعيدة التي حظي بها الملك سلمان والحشود التي انتظرته وابتهجت بمقدمه في الامارات وقطر والبحرين والكويت، فأبناء وملوك وأفراد دول مجلس التعاون الخليجي جسد واحد ولُحمة واحدة وعلاقة متأصلة متجذرة أصيلة بين حكام الخليج وشعوبهم قوامها الود والمحبة والتآخي والسمع والطاعة، فهذا هو تاريخ الخليج الذي يحمل العادات والتقاليد والدين ويوطد علاقاته وشائج المصاهرات والنسب، والقبائل المنتشرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج ما هي إلا روابط وروافد الجسد الخليجي الواحد.
وقد اختار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز دولة الكويت لتكون مسك ختام زياراته الميمونة، وحل ضيفا على صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والشعب الكويتي الذي فرح واستعد بكل حفاوة وضيافة للضيف الكبير الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فقد أشرقت الشمس في أرض الكويت لهذه الزيارة الميمونة الكريمة، وامتدت جسور أخرى من جسور التعاون والترابط بين الأشقاء وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج بما يخص أمن وأمان واستقرار دوله، وبعثت الاطمئنان بأنفس رعايا هذه الدول للقادة الذين يسعون إلى اتخاذ القرارات التي من شأنها حماية الأوطان والشعوب الخليجية.