لماذا نرضى بالقبيح والبشع في مستوى الخدمات في مناطقنا..؟ لماذا عندما ترى أشجار النخيل المزروعة في شارع رئيسي في منطقتك صفراء يسد النفس منظرها.. لا تحرك ساكنا؟ لماذا لا تبحث عن هاتف المسؤول المشرف على الزراعة التجميلية في منطقتك وتوجه له هذا السؤال.. الذي تقومون به في شوارع منطقتنا زراعة تجميلية أم هي إعداد مشاهد تصلح لتصوير أحد أفلام الرعب؟
نخيل أصفر وصل الى مرحلة من اليبس، انك تشتهي أن تشلع أوراقه وتأخذها معك الى البر لتستخدمها في إشعال النار.. والغريب في الأمر والمحير في الوقت نفسه أنك ترى عمال شركة الزراعة التي فازت بمناقصة الزراعة يمضون أوقاتا طويلة تحت ذلك النخيل.. يحفرون.. يدفنون..يقصون.. لكن لا يتغير المشهد.. هو نفسه أشجار «طاقها السلال»، كما نقول في لهجتنا البدوية.
يعني العملية كلها تمثيل في تمثيل وذرا للرماد في العيون وإلا فكيف نفسر هذه الحالة المزرية للتخضير وأشجار النخيل على الرغم من هذا الجيش العرمرم من عمال ومهندسي الشركة الزراعية ؟ تفسيره الوحيد في رأيي يرجع لسببين: الأول عدم وجود رقابة أو إشراف من هيئة الزراعة على الإطلاق.
لم أر في حياتي (في منطقتي على الأقل) موظفا من هيئة الزراعة في مواقع الزراعة التي يدعون انها تجميلية وهي بعيدة عن التجميل بعد صباح الناصر عن طهران.
لذلك ففي غياب الرقابة يكون الوضع هو كالآتي بالنسبة للمقاول.
أتقنت العمل أم لم أتقنه فالدعوة سهالات وسأحصل على دفعات العقد المبرم بيني وبين الهيئة فكل المطلوب مني توزيع العمالة على بعض الشوارع والتظاهر بعمل شيء، أي شيء، (أقسم بالله رأيتهم يحفرون نفس الحفرة ويردمونها مرتين في شارع 101 صباح الناصر مقابل مدرسة أم حبيبة تحت نخلة صفراء كالحة).
أما السبب الثاني في تردي مستوى الزراعة التجميلية في مناطقنا فهو الصمت والسكوت من قبل أهالي المنطقة.
وهو أمر لا أفهمه.
الدولة قامت مشكورة بصرف ملايين الدنانير من طرح مناقصات لتجميل الشوارع وتخضيرها، والنتيجة الطبيعية لهذا الصرف الكبير هي شوارع خضراء جميلة ترى فيها الاخضرار في كل أجزائها.
لذلك ما الذي يمنعك عزيزي المواطن ساكن المنطقة من تقديم شكوى إذا رأيت تقصير في أداء الشركة الزراعية.. هذا حقك.
نقطة أخيرة: عدم وجود إشراف من هيئة الزراعة وسكوت أهالي المنطقة عن تقصير مقاول الزراعة هما سبب الحالة السيئة للزراعة التجميلية والتخضير.
www.leeesh.com