فاجأني أحد الأصدقاء الذي أشترك معه في أحد قروبات الواتساب بهذا السؤال الذي وجهه الى كل أعضاء القروب. لم ينتظر إجابتنا عن سؤاله بل فسر لنا مباشرة سبب سؤاله.
السبب كان مقالة قرأها للكاتب الكبير خليل حيدر في احدى الصحف اليومية ينتقد فيها ايران وحزب الله بسبب ما يفعلونه في سورية من دعم لطاغية ضد شعبه.
وسبب استغرابه هو كيف ان كاتبا شيعيا ينتقد ايران وحزب الله بهذه الشدة والقسوة!
أجبنا صديقنا بمعلومات عن الأستاذ خليل حيدر وزودناه بمقالات سابقة للكاتب الذي كان خطه وطنيا وما زال لا يتزحزح بجانب طائفي أو عنصري. فقط الموضوعية ولا شيء غير الموضوعية.
وكنت أود أيضا أن اقول له: هناك الكثير من خليل حيدر حولنا من كل الطوائف والأطياف لكننا يحجب عقولنا قبل عيوننا عنهم غبار الطائفية المقيتة والحكم المسبق على الآخر أنهم يكرهوننا على طول الخط.
خليل حيدر هو زميلك في العمل الذي لم تر منه إلا كل خير. بل وجدت من أخلاقه وتعامله ما لم تجده من أقرب أقربائك أو طائفتك التي تنزوي بعيدا في ظلها مبتعدا عن كل من يخالفها.
خليل حيدر هو زميل دراستك في المدرسة والمعهد والجامعة الطالب المسالم «اللي كافي خيره شره». ولا يلتفت أو يردد اي نعرات طائفية أو قبلية، تجده يهب لمساعدتك إن طلبت المساعدة في أمر من أمور الدراسة. لكنك لم تتعرف عليه جيدا لانغماسك وتقوقعك مع دائرة صغيرة من بني طائفتك.
خليل حيدر هو ايضا أحد جيرانك منذ سنين طويلة كان فيها افضل مثال لحسن الجيرة. لكنك متحفظ كثيرا معه ونادرا ما تتواصل معه اجتماعيا عكس باقي جيرانك بحكم اختلاف طائفتك عنه.
زبدة الكلام: اننا كثيرا ما نكتشف بعضنا البعض بعد فوات الأوان وغالبا ما نبني جدرانا عالية بيننا بسبب كارثة اسمها «الحكم المسبق». لا تقفل مخك وقلبك عن باقي أبناء وطنك. اسمح لنسمة هواء صغيرة بأن تدخله فهي ستفتح عينيك على ناس لو أعطيتهم فرصة وبذلت قليلا من الجهد الاجتماعي معهم لكسبت أصدقاء تعزهم مدى الحياة.
نقطة أخيرة: نحن ركاب سفينة صغيرة اسمها الكويت تبحر بنا في بحر إقليمي هائج أمواجه تكاد تعانق ناطحات السحاب. نحتاج إلى أن نتكاتف بجميع أطيافنا وطوائفنا لكي تصل بنا سفينة الكويت لبر الأمان فوحدتنا الوطنية هي من ينير طريقنا وهي التي لا خيار لنا غيرها.. إن أردنا أن ننجو.
ghunaimalzu3by@