@ghunaimalzu3by
هو «أقوى رجل على وجه الأرض» باعتراف أعتى الجرائد الأميركية وعلى رأسها التايمز التي وضعت صورته على غلافها وتحته نفس الجملة التي ذكرتها.
هو بوتين رئيس روسيا والملقب أيضا بالثعلب للإشارة إلى مكره ودهائه السياسي والاستخباراتي.
لكن كل هذه القوة وهذا الدهاء لن تصمد حين تسقط اسوار دمشق ويتسلل خلال شقوقها نهر من الثوار الذين يحملون في قلوبهم ثارات أهل وأطفال وأحباب قتلهم بشار وشتتهم.
عندها ستبدأ قيامة النظام الكبري وستتوحد كل أهداف عشرات الآلاف من الثوار الذين سيتركون كل بقاع سورية ويشدون رحالهم على عجل وبلهفة الي الفيحاء.
هدفهم واحد وغايتهم وحيدة وهي «رقبة بشار». وهو هدف انشغلوا عنه كثيرا بالصراع والاقتتال بينهم او بينهم وبين النظام على مدن على الرغم من اهميتها فإن احتلالها والسيطرة عليها لم يغير من الوضع كثيرا.
فقط مدن وقرى تتم السيطرة عليها ثم يخسرونها تحت القصف الروسي الشرس.
وتركوا هدفا غاليا ورأسا ثمينا باقتناصه سيتداعى باقي النظام وستتفكك أركانه ألا وهو رأس بشار، وهذا هو بالضبط ما حصل في الأسابيع الأخيرة من طرق للثوار لأبواب دمشق، وهو أمر فاجأ حتى روسيا التي اعتقدت ان جلوس الثوار مع النظام على طاولة المفاوضات قد كسر شوكتهم وانهم سلموا بعدم قدرتهم على حسم الصراع عسكريا.
لكن جاءت حركة الثوار العبقرية الأخيرة بتوجههم للتركيز على رأس الأفعى الذي إن قطعته سيموت باقي الجسم.
السؤال الآن ما الخيارات امام الدب الروسي في هذا التطور الماحق الجديد خاصة بعد الضربة التي وجهتها اميركا لقاعدة الشعيرات؟ برأيي المتواضع ان روسيا لن تسمح للثوار بقتل بشار بل هي ستتخلص منه بنفسها بحادثة مدبرة (فيها بعض الدراما) لتنسج بعدها عملية تحكم تكون هي المسيطرة عليها وتضع على رأس النظام شخصا او شخصيات بديلة لبشار، ولن تسمح للثوار بقتله بأنفسهم لأن بشار على الرغم من انه لا يتعدى كونه دمية محبوسة في القصر الرئاسي محاطة بجنود روس لا يتحرك دون إذن منهم، فإن رمزية سقوطه ومقتله على يد الثوار تماثل تأثير مقتل القذافي في ليبيا، وهو الذي كان آخر أيام عمره فقط رجلا مسنا لا يملك من امره شيئا، فقد كان ابناؤه وأتباعه يحملونه من مكان الى مكان، وينقلونه من مخبأ إلى آخر من دون حول منه ولا قوة.
لكن ما ان قبض عليه الثوار بتلك الطريقة الهوليوودية حتى خارت كل قوى باقي اطراف النظام واستسلمت وسلمت سلاحها.
سيناريو القذافي لن تسمح به روسيا في سورية وستتخلص هي نفسها من بشار بطريقة تضمن لها الحفاظ على بقائها في سورية واحتلالها إلى أبد الآبدين.
اما بشار فقد كتبت في مقالة لي منذ عدة سنوات موجها له الكلام وهذه هي الفقرة اعيدها كما كتبتها قبل 5 سنوات: «لذلك هي دعوة لك يا سيادة الرئيس انظر جيدا في عيون هؤلاء الجنود الروس لأن احدهم يملك رصاصة تحمل اسمك عليها، فموتك هو اغلاق ملف ونهاية مرحلة يسهل للروس بعدها ايجاد طريق عودة لسورية.
أما حياتك فهي تعقيد للعلاقة الروسية ـ السورية اكثر وتجعل أي محاولة لموسكو للغزل مع النظام السوري الجديد مستحيلة».