ليلى هي موظفة عراقية ماتت في تفجير السفارة العراقية في بيروت في عام 1981 وهي كذلك زوجة الشاعر اللبناني الكبير نزار قباني وقد رثاها في قصيدة تعد برأيي من اجمل قصائد الرثاء في تاريخ الشعر العربي سواء قديمه أو الحديث منه. بدايتها الليل يا ليلى يعاتبني ويقول لي سلم على ليلى..حتى يصل لأجمل بيوت تلك القصيدة الخالدة..دروب الحي تسألني ترى هل سافرت ليلى؟
الذي فجر السفارة هو حزب الدعوة العراقي المعارض وقتها. أتعلمون أين ذهب حزب الدعوة هذا؟ انه يحكم العراق الآن ذلك الجار الشمالي العملاق هو وائتلاف أحزاب شيعية أخرى. وقد تفرعت منهم ميليشيات عسكرية مسلحة حتى الاسنان معترف بها من الحكومة العراقية وتقدم له التسهيلات اللوجستية زائد الدعم المادي والمعنوي وهو تقريبا طفلها المدلل.
ميليشيا الحشد الشعبي مع أنها مشغولة بحرب طاحنة في المواصل مع داعش فإنه توفر لديها الوقت والطاقة للتحرش بالكويت والحدود الكويتية فما بالكم ما ستفعل اذا انتهت حربها مع داعش؟ فما ظنكم انها ستفعل بكل الخبرة القتالية والميدانية التي كسبتها في تلك الحرب الطاحنة؟ وأين ستوجه عشرات الآلاف من أعضائها المؤدلجين الذين ذاقوا طعم الدم والاقتتال ولم يعودوا يجزعوا منه بل تحولوا الى مقاتلين محترفين؟
الجواب بكل بساطة هدفهم الكويت وحدود الكويت، بل وقد يتجاوزون ذلك إلى وجود وبقاء الكويت نفسها.
بلد صغير مثل الكويت محاط بمثل تلك الأخطار الإقليمية الكبرى التي قد يصل اثرها إلى احتمال محوه من الوجود يحتاج أن يتحد شعبه كله ويترك عنه كل أسباب الخلاف كبيرها قبل صغيرها. وكذلك على أعضاء مجلس الأمة وباقي الناشطين السياسيين أن يقدروا وضع بلدهم الصغير الذي وضعه قدره في إقليم متوحش شهد 3 حروب من أضخم الحروب التي شهدتها الكرة الأرضية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ونتج عنها ملايين القتلى والدمار شبه الشامل.
هل يعقل برلمان لم يتجاوز عمره 4 اشهر قضى اغلب وقته في الهجوم على الحكومة وأعضائها سواء بالتصريحات النارية في المجلس وخارجه والتهديد بالاستجواب على الفاضي والمليان. حتى تركزت أنظارهم أخيرا على شاغل اكبر منصب تنفيذي في البلد وأمطروه بـ 5 استجوابات لا ناقة له فيها ولا جمل ولا تدخل في اختصاصه، بل تتوزع على باقي أعضاء الحكومة؟
لماذا إدخال البلد في هذه الدوامة؟ انت سياسي والسياسة في بعض تعريفاتها تعني فن الممكن. قدمت مشروعا أو قانونا لم يمر في البرلمان ليست هذه نهاية الحياة تجاوز هذا الأمر وقم بإعادة صياغة مشاريعك واذهب إلى النواب الذين صوتوا ضدك واجلس معهم واحدا واحدا وحاول إقناعهم به واستمع لأسباب رفضهم لقانونك، بل أبعد من ذلك اذهب لقواعد هؤلاء النواب الانتخابية وحاول أن تنشر الوعي بينهم حول أهمية قانونك أو مشروعك. أما لغة التخوين والسب والشتم وهؤلاء حكوميون وهؤلاء مرتشون فإنها لن توصلك لأي مكان. خذ مثلا في قانون خروج بريطانيا من الاتحاد البريطاني كان هناك قتال إعلامي شرس عليه لكن ما ان تم التصويت عليه حتى تقبل الجميع القرار وذهبوا كل إلى شأنه وانشغلوا بتشريعات وقوانين أخرى.
نقطة أخيرة: كل من تسلم منصب رئاسة الوزراء في الكويت فهو حمل على عاتقه حملا ثقيلا جدا تنوء عنه الجبال، فنحن البلد الوحيد في العالم الذي شعبه يشرب ويأكل وربما يستحم بالسياسة! الجميع يفتي في كل شيء ولديه حل لكل مشاكل البلد هذا الأمر ينتج عنه ضجيج سياسي يصم الآذان ويشغل العيون عن أمور هي من أولويات الأولويات للبلد وهي الأمن كما ذكرت في بداية المقالة.. وآخر شاغلي منصب رئيس الوزراء هو سمو الشيخ جابر المبارك والذي يعلم الله والجميع مدى حبه وتفانيه لهذا البلد تشهد عليه سنوات عمره التي أفنى معظمها في خدمة الكويت وشعب الكويت. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! سموه ردد في خطابات كثيرة لأعضاء البرلمان ضعوا يدكم بيدي وتعالوا نخدم الكويت ولنترك كل الخلافات جانبا.. لكن لا حياة لمن تنادي فالبعض لسبب أو لآخر مصرّ على الاصطدام والتأزيم. هذا هو باختصار وضع البلد حاليا.
ghunaimalzu3by@