في إحدى حلقات برنامج (إلى متى) للمذيع المبدع بداح السهلي على قناة الشاهد وضع اثنان من أصحاب مكاتب الخدم في الكويت أيديهما على شواربهما وأقسما أغلظ الأيمان أن شركة العمالة المنزلية التي سيديرها اتحاد الجمعيات التعاونية ستفشل.
قديما قالوا «أهل مكة أدرى بشعابها» وهؤلاء الأشخاص الأفاضل خبرتهم وباب رزقهم الوحيد هو استقدام العمالة المنزلية منذ زمن طويل وهم يعرفون خباياها وأسرارها ومداخلها ومخارجها. بل وأكثر من ذلك لديهم علاقات وطيدة وعميقة مع مكاتب الاستقدام في بلدان العمالة المنزلية حيث تذهب لهم 70% من قيمة وتكلفة الاستقدام.
تلك المكاتب الخارجية لها سطوة كبيرة في بلدانها ولها علاقات قوية و«وثيقة» مع أصحاب القرار هناك .لهذه الأسباب أنا لدي اعتقاد جازم بأن شوارب أصحاب مكاتب الخدم الذين ظهروا في برنامج بداح السهلي لن تمسها أمواس الحلاق بل ستظل بارزة وطويلة.
طيب ما الحل؟ الحل برأيي هو تغيير آلية العمالة المنزلية في الكويت جذريا ووقف الوضع الحالي الذي هو باختصار أن الخادمة مع الأسف تحولت إلي سلعة تباع وتشترى وتتنازل عنها لكفيل آخر أو تحصل عليها من كفيل آخر يتنازل عنها لك مقابل مبلغ وقدره . من يرفض الجملة السابقة فليذهب الى مكاتب الخدم في حولي وجليب الشيوخ حيث تمارس النخاسة بأقذر تفاصيلها.
اقتراحي هو أن تتحول العاملة المنزلية الى موظف مثلي ومثلك تعمل لديك يوم تدفع لها أجر يوم تعمل شهرا تدفع لها أجر شهر مع عدم وجود أي نوع من الالتزام من الطرفين ولا عقد ولا كفالة.. فقط احترام متبادل وتعامل إنساني.
الفكرة حلوة بس شلون التنفيذ؟ أنا أقول لكم.
يتفق اتحاد الجمعيات التعاونية مع شركات التنظيف الكبرى في الكويت على فتح فروع لها في الجمعيات التعاونية بحيث تقوم الشركة بفتح مكاتب فيها وتوفر عمالة حسب الطلب للمواطن الذي يقوم بتوقيع عقد مع الشركة للحصول على عمالة تعمل في منزله ويدفع مقابل (خدمتها وليس مقابلها كالوضع الحالي). ويكون حسابها يوميا أو حتى بالساعات حسب الاتفاق، فكثير من العائلات خاصة الصغيرة منها تحتاج العاملة لساعات محدودة في اليوم وأساسا ليس لديها مكان لتنام فيه الخادمة.
يعني عمالة مؤقتة يومية.. أسبوعية.. شهرية، في أي لحظة يدب الخلاف بين المواطن والخادمة يصطحبها للمكتب ويتسلم ثانية من دون (طق وهواش وصراخ) كما هو الوضع حاليا الذي يصل في بعض الأحيان والعياذ بالله إلى انتحار الخادمة التي أتت من غابات شاسعة، وفجأة تجد نفسها مقفلة عليها الأبواب في شقة صغيرة لكي لا تهرب. وهذا هو قمة الظلم، هي إنسان خلقها الله حرة، لماذا تستعبدها وتكثر عليها القيود؟!
ليش اخترت شركات النظافة؟ لسبب وحيد أن لديها الخبرة والقدرة على استجلاب عمالة بالآلاف ولديها علاقات واتصالات مع الكثير من البلدان التي تأتي منها العمالة.
نقطة أخيرة: وضع الخدم يجب ألا يستمر بالطريقة الحالية ففيها ظلم للعامل من حبس لحريته وانتهاك لأبسط حقوقه، وظلم للمواطن الذي يتلقى صفعة مؤلمة عندما تهرب خادمته التي دفع لاستقدامها 1400 دينار.
الحل باختصار، فتح فروع لشركات النظافة الكبيرة في الجمعيات والسماح لها بالتعاقد المباشر مع المواطن والاستفادة من خدمات عمالتها الموجودة في الكويت بشكل ساعات أو يومي أو أسبوعي.. إلخ.
ghunaimalzu3by@