ماذا لو كان التعميم أو القرار الوزاري هو كالتالي: نقل مدير المنطقة التعليمية فلان الفلاني نقلا (إجباريا) إلى المنطقة التعليمية الفلانية؟ هل سيسكت هذا الفلان الفلاني؟ أم أنه سيقيم الدنيا ويقعدها ويعتبر هذا الأمر إهانة وتقليلا من قدره؟.
العقل والمنطق وديننا الإسلامي يعلمنا أن ما لا ترضاه على نفسك يجب ألا ترضاه للآخرين. وكلمة (إجباري) التي ترددت كثيرا في تعاميم وقرارات وزارة بخصوص نقل مئات المدرسين من محافظة لأخرى هي اختيار غير دقيق وتعبير غير مناسب بحق مربين ومربيات أفاضل يمضون مع أبنائنا وبناتنا ساعات أطول ما نمضيه معهم.
وهذا ما قصدته في عنوان المقالة في استخدام المثل البدوي القديم (هذا بلا أبوك يا عقاب) وهو يستخدم للدلالة على ان هذا هو سبب المشكلة وأقصد بالمشكلة هنا هو تردي التعليم في الكويت، فباعتقادي الشخصي أن أهم أسباب تأخر التعليم في الكويت وضعف مخرجاته هو المعاملة (غير الصحيحة) التي يتعرض لها المعلم فمن بين عشرات القرارات التي تصدر من وزارة التربية قليلا ما تجد قرارين أو ثلاثة هي في صالح المعلم. قرارات متشددة وتنظيمية نتج عن أكثرها تحويل مهنة التعليم إلى مهنة صعبة وطاردة، أولها كان خفض بدل الإيجاز للمعلم الوافد والذي جاء مفاجئا بعد بداية العام الدراسي وبعد أن استقرت عائلاتهم في شقق اختاروها حسب دخلهم السابق الذي انخفض فجأة دون سابق إنذار.
وكذلك قرار جعل الدور الثاني في نهاية العام الدراسي بعد أن كان في بدايته مما تسبب في استمرار دوام المدرسين والمدرسات لأكثر من شهرين في مدارس خالية من الطلبة وحرمهم من الاستمتاع بالشهر الفضيل مع عائلاتهم.
وآخر هذه القرارات كان طريقة إعلان التنقلات بين المناطق التعليمية وهو خطأ يتحمله مديرو المناطق التعليمية الذين سمحوا سواء بوجود تكدس أو نقص في مناطقهم التعليمية ولم يجدوا غير المعلم ليدفع ثمن أخطائهم. المنطق يقول انه تتم محاسبة المناطق التعليمية التي سمحت بالزيادة أو سكتت عن النقص فهي التي لديها الميزانية وتتحكم في توزيع المدرسين والمدرسات على المدارس.
فمن غير المقبول ومن أجل إصلاح وضع خاطئ انت صنعته وحدك فتقوم بـ«لخبطة» حياة مئات من البشر وتسبب في جعل حياتهم أكثر صعوبة.
زبدة الكلام: يجب أن يكون المعلم والمعلمة هما في قمة اهتمام وزارة التربية ويجب أن يكون توفير جو مهني مناسب لهم من اكبر الأولويات التي تحرص عليها الوزارة.
نقطة أخيرة: من الأشياء الغريبة التي سمعتها تصريح البعض بأن عمليات النقل الإجباري شملت الوافدين.. طيب يا ذكي يا عبقري، المعلمون الوافدون هل يُعلّمون أطفال الإسكيمو أم أطفال جنوب أفريقيا؟!
المعلم مهما كانت جنسيته أحق وأولى بالاحترام والعناية فهو يدرس أطفالك وهو الذي يزرع فيهم بذرة السلوك الأولى، وهو الذي يساهم بدرجة كبيرة في تشكيل شخصياتهم، فالقرار لك، تريد إنسانا مرتاحا نفسيا ومهنيا وماديا ليعلم أطفالك أم إنسانا مقهورا ومظلوما في عيشته وظروف عمله؟
@ghunaimalzu3by