لم يفعلها قائد أي دولة في العالم، ولا أعتقد أن أحدا سيفعلها بعده، فقد وضع المغفور له، الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، مصير دولته بالكامل في الميزان، وقال كلماته الخالدة: «ترجع الكويت أو نذهب معها».
بلد ومجتمع محافظ فتح بره وبحره وسماءه لأكثر من 500 ألف جندي أجنبي من كل أقطار العالم فقط ليساهموا في فك أسر جارته الصغيرة من براثن احتلال قذر ونتن، قرار شجاع وعظيم سيخلده التاريخ في أنصع صفحاته الدخول في حرب مع دولة تعداد جيشها مليون للتو خرج من حرب طاحنة مدتها 8 سنوات اكتسب فيها خبرات عسكرية كبيرة، أدخل بلده في حرب مع نظام سفاح ومجرم فقط من أجل تحرير جارته الكويت.
تعود بنا الذاكرة والتاريخ إلى أيام الاحتلال، لا أعادها الله، ليشهد الكويتيون الذين نزحوا إلى السعودية بعضا من الثمن الذي دفعته المملكة العربية السعودية جراء فزعتها للكويت.. صفارات الإنذار التابعة للدفاع المدني التي تعلن قرب سقوط صاروخ سكود العملاق في الرياض أو إحدى المدن السعودية الرئيسية ويرافقها إعلان عاجل على القناة الأولى للتلفزيون السعودي يقرأه المذيع الراحل سليمان العيسى ليخبر أهل الرياض بقدوم صارخ سكود وعلى الجميع أخذ الحيطة والحذر، وهو أمر شبه مستحيل، لكن تلك المدينة الكريمة الشامخة الرياض تحملت في سبيل تحرير الكويت العشرات من تلك الصواريخ التي كان من المحتمل أن يحملها طاغية العراق بمواد كيماوية تفني وتبيد الآلاف، لكننا لم نلحظ أي تردد في عزم وإرادة القيادة السعودية المتمثلة في المرحوم الملك فهد بن عزيز- طيب الله ثراه- في نصرة الكويت والاستمرار بالفزعة لها، هل بعد هذا الدين من دين؟ وهل بعد هذه النصرة؟ لا وعزة الله، فقد أَلبَسَنَا المرحوم الملك فهد- طيب الله ثراه- قلادة معروف وجميل سنورثها لأجيالنا ليعرفوا الفرق بين الجار الذي كان يطاردنا بالحديد والنار «العراق» والجار الذي استقبلنا بالماء البارد والغذاء «السعودية».
نقطة أخيرة: ليس لنا خيار إلا حب السعودية وأهل السعودية وقيادة السعودية، فهم حضننا، وهم عمقنا الاستراتيجي، وهم أهل فزعة ونصرة لم يسبق لها في التاريخ مثال. كل الحب والامتنان للشعب السعودي وقيادته الكريمة، فهم بالنسبة لنا «سيف مجرب».
ghunaımaizu3by@