في أجمل مشهد من فيلم الكاوبوي الأميركي The good the bad and the ugly يحاصر أحد الأشرار البطل القبيح مشهرا مسدسه لكنه (كثر الكلام) وهو يهدد ويتوعد سأفعل بك كذا وسأعمل بك هذا حتى انطلقت فجأة رصاصة من مسدس كان يخبئه القبيح بين رجله لتصرع ذلك المتكلم كثيرا.
ليردد ذلك القبيح مقولة مشهورة دخلت في التراث الأميركي «if you want to shoot shoot don›t talk» وهي تعني إذا أردت إطلاق النار أطلق ولا تتكلم.
هذا هو الحاصل حاليا في شمال العراق، الحكومة المركزية في بغداد تهدد وتتوعد بينما الأكراد ماضون في إجراءات استقلالهم بسرعة القطار الياباني المسمى الرصاصة.
وحسب سير الأمور حتى الآن وإصرار وتصميم الأكراد على الانفصال عن العراق وتكوين دولتهم المستقلة. ومن المستحيل أن يكونوا غافلين عن احتمال اتخاذ بغداد إجراءات عسكرية ضدهم لتحرمهم من استقلالهم الحلم.
فهل سينتظرون بغداد حتى تأتيهم في عقر دارهم أم أنهم سيذهبون لها لأخذها كرهينة يساومون فيها على استقلالهم.
البرازاني قائد تاريخي وقد نجا من مكائد ومؤامرات صدام وحزب البعث وله علاقات معلنة ولا يخجل منها هو والأكراد مع إسرائيل التي بالتأكيد لديها غرفة عمليات خاصة بالحالة الكردية الجديدة التي هي حلم بالنسبة لها. تقسيم دولة عربية دخل جيشها فلسطين وكانت له معارك مشرفة فيها وهي كذلك الدولة العربية الوحيدة التي قصفتها بالصواريخ. إنه وقت الثأر والانتقام من دولة بها جيش عريق عمره 70 سنة.
لا أدعي علم الغيب لكن دهاء اليهود كما علمنا التاريخ لا نظير له، وفي احتمال ليس ببعيد قد تنصح إسرائيل البرازاني نصيحة قد تقلب حسابات كل المنطقة.. لماذا تنتظر بغداد أن تأتيك اذهب لها!
ولن تكتفي إسرائيل بالنصح فقط فتقوم بتزويده بالأسلحة المتطورة والمعلومات الاستخبارية عن قطاعات الجيش العراقي وانتشارها التي حتى وزير الدفاع العراقي لا يعلم بعضها.
الأكراد قوة موحدة متحدة تحت راية قائد واحد عكس بغداد التي احتاجت لأشهر حتى تحرر الموصل من ٥٠٠ مقاتل داعشي. ولولا رجم الطائرات الأميركية وقوات التحالف التي لم تترك حجرا على حجر في الموصل لما استطاعت بغداد تحريرها.
ما سبق هو احتمال قد يكون احتمالا بعيد المدى لكنه وارد في هذا العصر الغريب الذي نعيشه.
ghunaimalzu3by@