ياااه كم أشفق على هذا الجيل الذي لم يلحق فترة السبعينيات.
فترة سحرية من تاريخ الكويت فقد اجتمعت فيها بوادر الرخاء الجديد وطيبة وعزم أهل الكويت قبل النفط.
بدأت عائدات وأرباح النفط بالتراكم على هذه الدولة الفتية والتي بدورها لم تتوان لحظة واحدة في تمريرها للشعب إما مباشرة على شكل رواتب مجزية وخدمات مجانية كتغذية المدارس تصوروا كنا نأكل وجبتين ساخنتين طازجتين كل يوم في الفرصة الأولى والثانية لجميع المراحل ويمتاز طلبة الثانوية بـ ٥ دنانير شهرية إن لم تخني الذاكرة (التي وصلت سن التقاعد).
وأيضا الدفاتر المدرسية التي كانت تزينها صور المرحوم صباح السالم ثم بعده المرحوم جابر الأحمد، طيب الله ثراهم وأدخلهم فسيح جناته. هذا طبعا غير ملابس المدرسة الصيفية والشتوية.
وبسبب قلة عدد السكان كانت الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية في أزهى عصورها.
باختصار الحكومة (شالت) الهم المعيشي عن المواطن، ومن هنا خرج الكثير من المبدعين وحلقوا بأحلامهم في عنان السماء فتحولت الكويت إلى درة جميلة شديدة السطوع في إقليمها العربي.
في وقتنا الحاضر من الظلم الطلب من الحكومة القيام بنفس الدور الذي لعبته في السبعينيات لسبب بسيط هو أن (العيال كثرت) وتقديم نفس خدمات السبعينيات في الزمن الحالي يتطلب ان يكون سعر برميل النفط 300 دولار بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.
المطلوب هو فقط تعريف ما هي الطبقة المتوسطة في الكويت وكم هو المدخول المناسب لكي تعيش الأسرة الكويتية في ظروف معيشية مريحة. ثم العمل على محاولة إيصال أغلبية الأسر الكويتية لهذا المستوى. وهذا الأمر لا يتم فقط بضخ الأموال في جيب المواطن الكويتي (المخروم) بل هي بالرقابة الصارمة والفاعلة على أسعار المستلزمات الأساسية للأسرة من مواد غذائية وخدماتية وأيضا الترفيهية ليش لا؟
وأحد الأمثلة على مبادرات التحكم في جنون أسعار الخدمات ما قام به وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان من تشكيل لجنة لتنظيم أسعار استقدام الخدم ووقف انطلاقها الجنوني حتى كادت تصل للألفين.
نفس ما قام به السيد الروضان مطلوب عمله في جميع السلع والخدمات. نعم نحن في بلد التجارة حرة فيه وتخضع للعرض والطلب لكن أيضا أنا مسؤول عن توفير حياة كريمة للمواطن. هذه الحياة الكريمة لن تتحقق في ظل تجار يصل هامش ربحهم 500 أو 600% على سلعهم وخدماتهم.
نقطة أخيرة: خففوا بعض الحمل عن المواطن ليتفرغ للإبداع والحلم وليرجع حالمو السبعينيات الذين افتقدناهم.
ghunaimalzu3by@