في سطح الحرم بعد صلاة المغرب في انتظار صلاة التراويح لم أحضر معي الفطور واكتفيت بالتمرة والماء بعد نص ساعة «طقتني الجوعة الصچية» تلفت حولي شاهدت معتمرا مصريا فرش له سفرة صغيرة وأخذ يقطع خبزتين معه قطع متوسطة ثم وضع 6 حبات زيتون وقطعتي لحم وماعون لبنة كنت أعتقد أنها وجبة شخصية خاصة به لكنه مد سفرته أطول من حاجته والظاهر أنها إشارة صامتة في الحرم لمن يرغب بمشاركة وجبته مع الغير.
بدون أي كلام أو سلام جلس معه كهل تركي ثم بعد قليل شاركهم شاب لا أعلم باكستاني أو أفغاني لا أفرق بينهم. أعجبني المشهد فقمت من مكاني وجلست معهم. أول ما جلست ناولني صاحب المائدة قطعتي خبز وزيتونة واحدة وعرض كذلك بعض اللحم اعتذرت عنه ولكن بدأت بأكل الخبز الجاف جدا مع اللبنة ووضعت الزيتونة في فمي وأنا سعيد بهذه الوجبة البسيطة.
بعد ثوان قليلة بدأ بعض الناس من حولنا بإحضار عينات من أكلهم لوضعها على مائدتنا الجميلة. أطرفهم كان رجل من آسيا الوسطى حضر ومعه ماعون حمص لم يبق منه إلا ربعه لكنه أصر على مشاركتنا فيه فأخذ يضربه على الأرض حتى يخرج فتات الحمص المتبقي.
جلسة وتجربة جميلة أثبتت لي بصورة واضحة ومتجلية عن كرم الفقراء والبسطاء أصحاب النفوس الطاهرة والجميلة الذين أبوا إلا أن يشركوننا بالقليل من الطعام الذي واضح أنه هو جل ما يملكون في اللحظة.
قارنها مع بعض الأغنياء (اللي رجل في القبر ورجل في الدنيا) ومازال يراكم الملايين فوق الملايين لا يتصدق بفلس واحد على الفقارى والمساكين وهو يراهم كل يوم. بخله هذا ليس فقط على الفقراء بل هو أيضا بخل على نفسه فقد حرمها من الحسنات التي كانت ستنفعه في سنوات حياته الأخيرة.
نقطة أخيرة: من فترة لأخرى أخرج من دائرتك الصغيرة وخالط بعض الفقراء ستعود بعدها لحياتك العادية وأنت ممتن وسعيدا بها.
ghunaimalzu3by@