أطرح عليكم هذه المرة قضية من أهم وأخطر القضايا، قضية تحتاج إلى تحرك فوري منا ووقفة حازمة مع فئة تحتاج إلى قلوب مليئة بالعطف والإحساس والمشاعر، وتنبض بالإيمان حتى تشعر بمعاناة المعاقين وهمومهم والظلم الذي يقع عليهم من جميع الاتجاهات، فمنذ زمن بعيد والمعاقون يعانون من أشياء كثيرة ويشعرون بالظلم من المواطنين أحيانا ومن الحكومة أحيانا أخرى، وكأنهم ليسوا موجودين في مجتمعنا وانشغل نوابنا الكرام وأيضا حكومتنا بالاستجوابات والصراعات الشخصية وأشياء أخرى لا تستحق النظر إليها وتركوا هؤلاء المعاقين يعانون أكثر وأكثر.
لقد استمرت قضية المعاقين مهملة لسنوات طويلة بسبب تكاسل المسؤولين عن هذه الفئة حتى هدى الله الجميع وتم إقرار قانون المعاقين الذي صدر بتوجيه من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد منذ عدة أشهر، وبدأت الفرحة تظهر على وجوه المعاقين بعد إقرار هذا القانون الذي يكفل لهم حقوقهم لمواجهة صعاب الحياة ولكن سرعان ما تحولت هذه الفرحة إلى صدمة زادتهم حزنا أكثر من حزنهم وضعفا اكثر من ضعفهم بل ووصل البعض منهم إلى حالة من اليأس الشديد بسبب عدم تطبيق القانون حتى هذه اللحظة ولست أدري من المسؤول عن هذا التكاسل والتخاذل، الحكومة أم النواب أم اللجان الطبية التي انشغلت بتصنيف الإعاقة ومنح المعاقين شهادات حتى يتمكنوا من إنجاز معاملاتهم في سهولة ويسر نظرا لظروفهم الخاصة التي حكم الله عليهم بها وأيضا بعدما شعر المعاقون بالأمان والسعادة بعد موافقة المجلس الأعلى لشؤون المعاقين على إعطائهم هذه الشهادات حتى يحصلوا على حقوقهم التي أقرها القانون من مساعدات وقروض وعلاج بالخارج وأشياء أخرى يحتاجها المعاق لأنه في أمس الحاجة إليها ولكن هذه المرة أيضا ضاعت فرحتهم بسبب ما يسمى بتصنيف الإعاقة من قبل اللجان الطبية التي صنفت الإعاقة إلى 3 أنواع بسيطة ومتوسطة وشديدة.
وبدأ الظلم يزداد أكثر فكيف لمعاق يتحرك بواسطة كرسي ولا يستطيع الوقوف أن تكون إعاقته بسيطة أو متوسطة وهناك حالات أخرى يتأذى القلم من ذكر معاناتهم صنفت إعاقتهم على أنها متوسطة رغم منح شهادة الإعاقة لمن لديه واسطة؟ وهناك من أمضى اشهرا كثيرة في مراجعة هذه اللجان من أجل تسلم الشهادة وتدهورت صحته أكثر ولديه العديد من التقارير الطبية التي تثبت أن إعاقته شديدة ولكن لأن الله نزع الرحمة من قلوب بعض المسؤولين عن إعطاء هذه الشهادة كانوا بكل سهولة يقولون إنه لا يحتاج لشهادة الإعاقة الشديدة بل المتوسطة.. أسئلة كثيرة تدور حول تصنيف الإعاقة وكل هذا الظلم يقع على المعاقين الذين لا حول لهم ولا قوة، فهل من مغيث لهم فهم لا يريدون غير الرحمة بهم والإحساس بمعاناتهم فمن لديه واسطة تصبح إعاقته شديدة بقدرة قادر، ومن يستحق أن تكون إعاقته شديدة أعطوه شهادة متوسطة لأنه لم يأت بواسطة، وبدلا من أن يعطوا المعاقين حقوقهم سلبوها منهم وزادوهم قسوة ومرضا، كل هذه المعاناة لم تكف البشر بل ظهر جبابرة هذا الزمن، ظهر مدعو الإعاقة الذين بدأوا يدعون الإعاقة ويزاحمون المعاقين الحقيقيين من اجل السفر للخارج والتنزه وقضاء الويك اند على حساب الدولة والمعاقين كل هذا الظلم ونحن لا نشعر ولم نحرك ساكنا، كل هذا الظلم ونحن لا نبالي بل ويعتقدون ان الله غافل عما يعملون، علما بان هناك عددا كبيرا من المرضى حالتهم الصحية لا تسمح لهم بالخروج في الحر الشديد للحصول على هذه الشهادات وتخليص معاملاتهم ولكن لجنة شؤون المعاقين تحولت من مساعدة الى مذلة ومن عادلة الى ظالمة ولا حياة لمن تنادي بالله عليكم الا يستحق هؤلاء المعاقون ان نخرج من صمتنا لندافع عنهم ونقف بجانبهم حتى يحصلوا على حقوقهم فلماذا كل هذا الظلم؟! لابد من محاسبة كل من ساعد في ظلم هؤلاء.
ونهاية، لا يستطيع هذا القلم سوى أن يوجه دعوة إلى كل أصحاب القلوب الرحيمة، إلى كل النواب والمسؤولين أن يلتفتوا الى هؤلاء وأن يضعوا مصلحة المعاقين فوق كل اعتبار وأن يبتعدوا عن المصالح الشخصية التي يبدو أنها الأهم عندهم فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
www.alyera3-al7or.com