ما أعظم قلوب الوالدين! وما أعظم كلمات الله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)، ففي ازدحام الحياة نغرق في أعماق المسؤوليات وأمواج الأمور الشخصية ونخوض غمار المشاغل وننسى أساس منارة تلك الحياة بافتقادنا إحساسنا بوالدينا ونتجه لجوانب أخرى للوصول إلى النجاح والسعي للحصول على الثروة ونترك خلفنا جانبا كان مضيئا لنا أطفأناه برحلة الأنانية والنسيان. نعم لقد تجاهل البعض منا قلوبهم النابضة بالعطاء والتضحية، أين نحن من حقوقهم؟ لماذا يترك الكثيرون آباءهم داخل دور العجزة بعد أن ربوهم صغارا.
لقد جعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات، لكن البعض منا يدوس على مشاعرهن عندما يبلغن الكبر دون اكتراث، لقد صدق المثل القائل: «لا تلوث البئر فقد تشرب منه يوما»، والنجاح وجمع الثروة ليس كل شيء وإنما دعوة من قلوب الوالدين تفتح لنا أبواب الخير.
علينا أن نعترف بأن لكــــل منا أخـــطاءه التـــي اقترفها في حق والديه، ولكن ماذا لو فقد أحــــد والديه وكان عاقا لهما؟ هل سيندم بعد ذلك على ما فعله بحق أي منهما؟ حقا سيؤنبنا الضمير في حياتنا، وسنبقى نبحث في داخلنا عن الذات.
فلنتذكر إن نفعت الذكرى المثل القـــائل «كما تــدين تدان»، لا تفتت قلوبهما ولا تقس على قلوب رعتك، ولا تغدر بهما، فأنت لا علم لك إلى أي مصير ذاهب. علينا ألا ننسى تصحيح خطأ ارتكبناه بتقبيل رؤوسهم وطلب رضاهم الذي هو من رضا الله حتى لا نهلك في حياتنا قبل مماتنا.
[email protected]