حقيقة الأمر واقع نعيشه ولا أدري إلى متى سنظل نردد هذه الاتهامات التي نراها توجه إلى الحكومة كل يوم وكأننا تعودنا أن نلقي بالمسؤولية على عاتق الحكومة في كل شيء ونلومها على أفعالنا وأخطائنا وسلبياتنا التي نرتكبها في حق أنفسنا وكأننا الملاك البريء الذي لم يفعل شيئا ولم يخطئ ودائما نرى الانتقادات والأقلام توجه إلى الحكومة كالسيوف الحادة.
نقول إن الحكومة هي السبب فيما يحدث من أزمات سياسية، وما يحدث في الآونة الأخيرة من انقلابات سياسية وطائفية إضافة إلى أزمات النواب وتعدد حل المجلس حتى مشاكلنا الأسرية نقول ان المسؤول عنها هي الحكومة، «والله مسكينة يا حكومة».
في السابق قال البعض: الحكومة هي السبب الرئيسي في أزمات المجلس، ماذا تصنع الحكومة للبعض من النواب الذين يلوحون من وقت لآخر بالاستجوابات التي لا تمت بصلة إلى المواطنين وإلى مصالحهم، والذنب الوحيد الذي اقترفته الحكومة أنها وفرت للمواطن الحياة الكريمة التي يستطيع من خلالها أن يهنأ وأسرته. «حقا مسكينة يا حكومة».
فمعظم المشاكل التي تحيط بمجتمعنا نحن من صنعها كمشكلة القروض والأزمات المالية التي يمر بها البعض من المواطنين، فهل الحكومة هي التي أمرتك أن تدخل نفسك في متاهة القروض وتغلق على نفسك وعلى أسرتك وفي النهاية نقول «طيحوا القروض» وعلى الحكومة أن تنفذ الأمر وأن تسدد القروض التي لا نعلم في أي طريق استخدمت، فهل يعقل أن يتساوى من اقترض ومن لم يقترض وهناك البعض من المقترضين الذين أهدروا الأموال في تغيير السيارات والسعي وراء الأهواء. وهل سيتحسن حال المواطن إذا ما أطاحت الحكومة بالقروض؟ وهناك اتهامات أخرى موجهة للحكومة بسبب العمالة الوافدة ومشاكلهم وما يقومون به من سرقات واغتصابات وتسول، فدعوني أتساءل من جاء بهؤلاء إلى هنا أليسوا الكفلاء أليسوا من المواطنين وهم من يقومون بتجارة الاقامات.
لا أمدح الحكومة لمصلحة شخصية وإنما أخط بقلمي معاني الصدق الحقيقية، ووطنيتي جعلتني أحكم ضميري وأتوجه لألفت نظر أخواني وأهل ديرتي إلى حقيقة الأمر وليس دفاعا عن الحكومة.
الحكومة الرشيدة تفوقت على جميع الدول في عطائها المستمر في الداخل لأبنائها وفي الخارج لحقوق الإنسان وأعمالها الخيرية الدائمة التي لا تنقطع.
المواطن يهنأ بمستوى معيشي طيب بالنسبة للشعوب الأخرى، فكل أسرة كويتية عندها أكثر من خادمة وسائق ويتناول أفضل المأكولات بأفخم المطاعم، فكيف أقول يا حكومة الراتب لا يكفي. أحب أن أشير إلى أني لم أقل كل المواطنين بل البعض وجميعهم على رأسي فهم بالنهاية أهلي وناسي.
الحكومة خصصت لكل مواطن بيتا وراتبا قيما هذا بالإضافة إلى المتقاعد سواء عند المرض أو عند انتهاء الخدمة، فماذا نريد من الحكومة وإلى متى سنظل نهاجمها.
اخواني قد أنعم الله علينا بكل النعم وسخر لنا حكومة كالأم الحنون في رعايتها وكالأب القوي في حمايتنا، وأنا معكم أن المواطن فقد الثقة في الحكومة بسبب هذه الاتهامات ولكني أريده أن يحكم عقله فيما قلناه وألا يندفع وراء هذه الاتهامات الباطلة.
فدعوا الحكومة تعمل من أجل تنمية الكويت وعلينا أن نفخر بأننا كويتيون.
www.alyera3-al7or.com