Note: English translation is not 100% accurate
قرقيعان
الثلاثاء
2006/10/10
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : حسن الصايغ
احتفل الأطفال في شتى الدول الإسلامية بمرور منتصف شهر رمضان، شهر الخير والبركة والعبادة، احتفلوا وهم يرددون الأهازيج والأنشودة المعبرة عن كرم الصائمين، والدعاء لله تبارك وتعالى بأن يعيد هذا الشهر عليهم باليمن والبركة.
وفي ليلة المنتصف من شهر الخير ترى الكثير من الأسر قد استعدت لهذه المناسبة الاحتفالية عبر شراء الملابس التراثية للأطفال ذكورا واناثا، وقد لبس كل منهم كيسا يجمعون به الحلوى والمكسرات من البيوت التي يطوفون عليها وهم يرددون الأناشيد:
«عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم» ويقولون ايضا «الله يسلم ولدكم يا الله يخله لأمه يا الله» ما يؤكد ان هذه المناسبة الاحتفالية لا تتضمن ما يخالف الشريعة ولا تنتقص من القيم الدينية التي تربينا عليها ونربي عليها أطفالنا.
وقبيل قدوم منتصف شهر رمضان المبارك يدعو بعض الاخوة المتشددين الى رفض الاحتفال بالقرقيعان، على اعتبار انه من البدع التي تتشبه باحتفالات النصارى، كالاحتفال بعيد الهيلوين.
والاحتفال بالقرقيعان لا يعتبر عيدا لكي نحتفل به وندعو أطفالنا للاحتفال به، بقدر ما هو مناسبة يشارك فيها الأطفال بالطواف على المنازل وترديد الأناشيد الدينية الاسلامية، وهو احتفال لا يمارس فيه الرقص وهز الوسط لكي نمنعه ونحاربه، بل هو احتفال يبرز بعضا من عاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها جيلا بعد جيل.
ولعل أكثر ما لفت انتباهي تساؤل بعض المشاركين في أحد المنتديات في حوار حول تحريم الاحتفال بليلة القرقيعان، حول ما اذا كان الاحتفال بهذه الليلة بدعة وحراما فهل يعني ان الاحتفال بيوم العلم بدعة؟
وهل الاحتفال بعيد التحرير والعيد الوطني بدعة وحرام؟ وهل الاحتفال بتكريم الموظف المثالي بدعة وحرام؟ وهل ينسحب الأمر ايضا على تحريم الاحتفال بتكريم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم؟
وحتى لا نعطي الأمر أكثر من حجمه ولا نجعله مادة خلافية بيننا، يقول بعض المشايخ ان الاحتفال بليلة القرقيعان لا حرمة فيه ما دام لا يوجد فيه محظور شرعي، والأصل في تحريم ليلة القرقيعان ما قيل انه الاسراف في الانفاق، وهذه مسألة أخرى.
لقد انشغلنا في الأيام السابقة بجواز الاحتفال بليلة القرقيعان أو عدمه، وهو أمر لايزال يتكرر كل عام دون الوصول الى رأي قاطع لحل مسألة أقلقت الكثير من جمهور المسلمين، وحرموا جراء هذا الخلاف على اطفالهم الاحتفال به وعدم مخالطة أطفال الجيران، بل وصل الأمر بالبعض الى المطالبة بإطفاء أنوار المنزل، أو الخروج منه حتى لا تُطرق أبوابهم ويضطروا الى تقديم الحلوى والمكسرات للأطفال (خوش تربية على الكذب).
أرجوكم دعونا نشعر بالفرحة، بدلا من الدعوة الى الوجوم والعيش في قلق دائم جراء الفهم الخاطئ لفتاوى علماء الدين، وكل قرقيعان وأنتم بخير.
اقرأ أيضاً