Note: English translation is not 100% accurate
ماذا نصدق؟
الثلاثاء
2006/10/31
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : حسن الصايغ
حسن الصايغ
«إن الإسلام دين يسمو فوق العرق والإثنية، ويجلب شعوراً بالأمل والطمأنينة إلى قلوب مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.
إن الشهر المبارك يشكل بالنسبة للمسلمين في أميركا وفي الدول الأخرى مناسبة للقيام بأعمال الخير والإحسان والزكاة وخدمة المحتاجين».
ما سبق هو كلام جميل، ولا شك ان من يقرأه سيظن للوهلة الأولى انه جزء من خطبة لأحد الدعاة المسلمين في أحد المساجد وجهها لجموع المصلين، ولكنني سأبدد ظنونكم لأكشف لكم ان هذا الكلام ورد على لسان رئيس أكبر دولة في العالم، دولة جندت نفسها لمحاربة الإسلام والمسلمين بزعم مكافحة الإرهاب، دولة عادت الإسلام وتركت وسائل إعلامها تصف الدين الإسلامي بأنه دين يدعو للإرهاب وسفك الدماء، دولة لم تعرف كيف تميز بين الشر والخير، وأغلقت حدودها في وجوه الطلبة وحتى أولئك الباحثين عن علاج يشفيهم من مرض مزمن، دولة اشترطت على كل من يدخل أراضيها أن يكون حاسر الرأس، وشككت في كل ما هو إسلامي حتى الدعاة، طلبة العلم، والمواطنين من ذوي الأصول العربية والإسلامية، حتى وصل تشكيكها إلى المنظمات الإنسانية التي تقدم العون للمحتاجين في شتى بقاع العالم.
المقدمة هي نص مقتطف من خطاب لرئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج دبليو بوش في مأدبة إفطار أقامها بالبيت الأبيض في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك تكريماً لرجال الشرطة والعاملين في تقديم الخدمات شبه الطبية النيويوركيين الذين ساعدوا في انقاذ الناجين من هجمات 11 سبتمبر 2001، والمسلمين الأميركيين الذين يخدمون في القوات المسلحة الأميركية.
ربما فاتتنا قراءة خطاب رئيس الولايات المتحدة الأميركية بتمعن شديد، وتحليل أشد، وصولا للرد على تساؤلات طالما طرحها المسلمون: متى تغير الإدارة الأميركية نظرتها للإسلام والمسلمين؟ ومتى تعترف هذه الدولة العظمى بفضل الإسلام في إرساء دعائم المحبة والإخاء، وأن الإسلام دين لا يدعو الى القتل، وإرهاب الناس أيا كانت دياناتهم وطوائفهم ومذاهبهم؟
على الرغم من محاولتي تلك إلا انني بدأت أتساءل: ماذا أصدق.. ما جاء في خطاب الرئيس بوش أم التوجيهات التي أصدرتها وزارة المالية الأميركية قبل فترة للمؤسسات الخيرية الإسلامية العاملة في الولايات المتحدة الأميركية؟ فالمسلمون الأميركيون صاروا يتخوفون من التبرع للمؤسسات الخيرية، وذلك درءا لشبهة دعم الإرهاب التي ما فتئت الإدارة الأميركية توجهها للمنظمات الخيرية الإسلامية، هذا بالإضافة الى أن وزارة المالية الأميركية رفضت طلبا تقدمت به منظمات إسلامية لإصدار «لائحة بيضاء» تضم أسماء المنظمات التي تعتبرها الحكومة حرة وبريئة من أي علاقة أو ارتباط بالإرهاب.
نخلص الى القول إننا مازلنا عند موقفنا الواضح من التشكيك بمصداقية الإدارة الأميركية في موقفها من الإسلام ومنظماته الخيرية، نشكك لأن الرئيس يقول كلاماً مفرحاً بحق الإسلام والمسلمين، بينما تصدر الحكومة قرارات ترفض الاعتراف بسماحة الإسلام ودعواته لعمل الخير والمحبة والإخاء.
اقرأ أيضاً