Note: English translation is not 100% accurate
المقهى الصحافي
الثلاثاء
2007/1/9
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : حسن الصايغ
حسن الصايغ
على الرغم من وجود جمعية للصحافيين الكويتيين تستقطب الاعضاء صباحا ومساء، وخصص مساء يوم الثلاثاء ليكون منتدى اسبوعيا تستضيف فيه الجمعية احد ضيوف البلاد او مسؤولين ووزراء للحديث عن قضايا الساعة او القضايا المحلية، الا ان هناك مجموعة اخرى رأت ان يكون لقاؤها المسائي في احد المقاهي الشعبية التي تقدم الشيشة والشاي الاسود المعتق باناء مستهلك وذي صبغة سوداء بالداخل.
وعلى العكس من حضور الزملاء لمقر الجمعية او تجمع آخرين في المقهى الشعبي ارتأى آخرون ان يكون لقاؤهم الاسبوعي في احد المقاهي ذات «الخمسة نجوم» في احد اكبر المراكز التجارية في البلاد، لماذا؟
يقول هؤلاء الزملاء: لقاؤنا في هذا المقهى له فوائد جمة وعديدة اولها وليست آخرها انك ترى كل الالوان السبعة التي تشكل قوس قزح في ملابس المرتادين واشكالهم وافعالهم وحتى في مأكلهم ومشربهم، وثانية هذه الفوائد انك تسجل بالصوت والصورة صراخ الاطفال وصراع الآباء والامهات، وهوس الشباب في ملاحقة الفتيات، وارتداءهم ملابس متنوعة الاشكال والالوان، وقد زينوا شعر رؤسهم بمادة «الجل» اللامع، هذا بالاضافة الى جلوسهم ساعات طويلة في المقاهي لشرب القهوة ومشاهدة الرايح والجاي، وكأن الواحد فيهم جهاز سكانر (ماسح ضوئي).
اما عن الفتيات فحدث ولا حرج، حتى في ظل الجو القارس الذي عشناه في الايام الماضية تجد الفتيات والنساء وقد ارتدين معاطف الفراء غالية الثمن، وكأننا في قارة الاسكا أو من شعب الاسكيمو (حرية شخصية).
بقدر ما نحترم حرية الاشخاص شبابا وشابات، رجالا ونساء، فإن هذه الحرية يجب الا تخرج عن حدود المعقول، والا نتجاوز بها العادات والتقاليد بدعوى التقدم والحضارة وملاحقة الركب، وغيرها من الاقوال التي نسمعها هنا وهناك.
الحرية الشخصية على سبيل المثال في الملبس، كثيرا ما تفقد الشاب او الشابة الحس الفني في كيفية اختيار نوع الملبس والوانه وظروفه، وحتى نوع الماكياج وتسريحة الشعر، ونوع العطر.
في صبيحة يوم من ايام العطلة الاسبوعية زرت احد تلك المقاهي لتناول طعام الافطار مع احد الزملاء الاعلاميين، وقد اتفقنا ان يكون لقاؤنا في الساعات الاولى من افتتاح المركز التجاري تفاديا للازدحام واحتياطا من رؤية مشاهد قد تفقدنا عقولنا.
لكن ـ وآه من «لكن»، تلك الكلمة غير المحمودة في اللغة العربية ـ ما ان اخذنا مكاننا في زاوية بعيدة عن الأعين حتى بدأت الاعين من حولنا تتقاذفنا، وتتصارع على معرفة من نحن، وما سر وجودنا في هذا المقهى الذي لا يرتاده سوى الشباب العشريني (نحن فوق الخمسين) ونرتدي الملابس الشعبية، وليس الجينز والقميص الاحمر والحذاء الرياضي الملون.
لم تمض سوى ساعة من وجودنا حتى خرجنا مسرعين، لا لشيء سوى اننا ايقنا ان وجودنا كان في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ وبين مجموعة لا تقاربنا سنا، وفي ضوء ذلك قررنا الذهاب الى احد المقاهي في سوق المباركية، لنحتسي فنجان شاي اسود، ولا نعلم هل تم غسل الفنجان بالماء والصابون او بالماء فقط!
اقرأ أيضاً