عندما يقنع الفرد منا بما رزقه الله سبحانه وتعالى من مال أو أبناء أو أي من متاع الدنيا ويرضى بما قسمه له دون تذمر أو شعور بالنقص أو أي إحساس بالدونية فإنه سبحانه يعوضه خيرا من كل متاع حرم منه.
أحيانا يعيّرك الآخرون بقلة ذات اليد وهذه القلة ليست بالضرورة أن تكون في المال فقط فقد ترتفع لتصل الى نواح عدة منها القلة في العلم أو في النسب، أو ينظرون اليك من علو حين لا يكون لك الاسم الرنان الذي يمتلكونه.. أشياء عدة يتعمدون أن يجرحوا بها المشاعر ويطعنوا بها الكرامة ويتهامسوا في الخفاء وعلى مرأى ومسمع منك عن دنوك بالنسبة لهم وبما يتميزون به عنك أو يمتلكون، وأنت بطيبة منك لا تنظر للأمر من جانب الشر ولا تفكر يوما بشك في النوايا أو تصل للغيرة أو للحسد فقد آمنت بأن الرزق منه سبحانه وتعالى، وقنعت ورضيت بما قسمه الله لك، وقد تحب شيئا وهو شر لك، لكن هؤلاء الضعفاء في عقولهم والفقراء في تفكيرهم هم الذين يتوقعون منك حسدا وينظرون اليك من علو والله كريم فسبحانه حين ينقلك من موضع لآخر ومن عالم مظلم لواقع مشرق ومن فقر الى غنى ومن جهل الى علم ومن لقب يسخر منه الغير للقب يعتز به الآخرون وأنت في كبريائك لا تتنازل عن أنفة وترضى بذل وان لمس فيك هؤلاء غير الرضا والقناعة بما ارتضاه لك عز وجل في هذه الحياة الدنيا.
لو توقع كل منا وعرف ان بقاء الحال من المحال لما اغتر بما يملك ولما أشعرك يوما بأنك أقل منه ولما همس أمامك يوما متعمدا أو غير متعمد بسخرية تجرح انسانيتك أو بضحكة تهكم تشرخك من الداخل بخنجر الغدر والغرور.
ان الدنيا تجارب والحياة من حال لآخر ولو دامت لغيرك ما اتصلت اليك، والغنى غنى النفس والروح لنتساءل في أنفسنا... أين هي الأمم الغابرة وأين جبروت كسرى وملك قارون؟.. ليدرك أغلبنا انه لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أبيض وأسود.
كلماتي لا أريد من ورائها موعظة فالنصيحة تخرج من أصحابها انما هي تجربة منقولة للاستفادة منها لا أكثر من ذلك ولا أقل، تجربة قد تفيدني أنا قبل الكل، تجربة قد تكون للبعض حلوة وقد تكون للبعض الآخر فيها وخز ضمير.
وعلى نياتكم ترزقون، خاصة أولئك الذين رضوا بما قسمه الله وللذين تواضعوا ولم ينظروا للآخرين نظرة حسد.
[email protected]