كانت آخر محطاتي الخليجية في سلطنة عمان، ولم تكن فكرتي عنها عادلة، حيث ظننت أنها تعد في آخر الركب الخليجي، لذا فإنني أعتذر لكل مواطن عماني، ولشارع مررت به فشدني، ولكل مبنى لمحته فأثار إعجابي ولكل رمز يمثل بلدا راقيا ومتحضرا.
الجماليات في هذا البلد عديدة ومختلفة تدل على حب عظيم من شعب طيب لبلده يعطي الصورة الصادقة للإخلاص في العمل وصدق التنمية فيه يصور لك مدى حرص الحكومة على تطوير هذا البلد ووقوفه جنبا الى جنب مع الدول المتقدمة يشعرك بأن ما يسمى بالفساد الإداري غير موجود وان العابثين في أموال الدولة غير موجودين وأن المصالح الشخصية قيدت بيد قانون ودولة وأن الطامعين في خيرات البلد للسيطرة عليها لمصالحهم الخاصة غير موجودة.
نحن بحاجة لأن نقتدي بالسلطنة حتى يقف البلد الذي تأخر كثيرا جدا عن الركب، نحن بحاجة لأن نتقي الله في الكويت، فهي بحاجة لأن نقف في وجه محدثي النعمة الذين قدموا في الفترة الأخيرة وظهروا على الساحة وهمهم الوحيد ـ إن لم يكن الأوحد ـ مصالحهم في النهب والسلب، نحن بحاجة لتحرك سريع وعاجل لرموز الدولة في تعديل المسارات الخاطئة التي انتشرت في فترة ما بعد الاحتلال العراقي.
عمان البلد الجميل في كل شيء، الشوارع بأرصفتها وبنظافتها وبأشجارها وإنارتها، بالعناية الواضحة لكل ما فيها. عمان الجميل بالمجسمات العديدة والتي ترمز لتاريخ وحضارة، وفي نوافيرها المختلفة الأشكال والمقاعد حولها. عمان الرائعة في وزاراتها ومبانيها التي تم الاعتناء بأشكالها وجمالياتها. عمان الخضراء كثيرة الشجر لم تهمل فيها شجرة أو غطاء أخضر، عمان الإخلاص والمثابرة لشعب وحكومة ومجلس.
لا أعتقد أن هذه السلطنة أغنى من بلدي ماديا لكنها أغنى خلقا وإخلاصا وحرصا من جميع الأطراف وأولياء الأمور، هي أغنى في تطبيق القانون وتمثيله، هي أغنى في الجدية في رفع شأنه فصارت المثل الذي يحتذى به.
إن هؤلاء الذين يقفون في وجه تطور بلدي يجب أن يقف كل واحد منهم مكانه ويلزم حده، فالكويت لا تستحق منا النهب والسلب لتكون في آخر اهتماماتنا، ويجب على السلطة أن تتخذ اللازم لإعادة البلد التي كانت يوما منارة للخليج لوضعها السابق بعد أن غدت في آخر الركب في كل شيء في السياسة والفن والكرة والتعليم والصحة. آن الأوان ان نعرف السبب ونعالجه وان ندرك موطن الخلل ونتحكم به وان نعاقب من له اليد العظمى في التأخر، واعلم جيدا ان الغالبية تدرك السبب وتعرف المتسبب.
ولنتخذ من سلطنة عمان قدوة في مظاهر حضارية تشد الانتباه، ان كنا حقا نسعى لتكون الكويت مركزا ماليا، واني لأشك في هذه النية او هذه القدرة مادامت مشكلة الكهرباء لم تحل حتى غرقت البلد والكل يقول يا الله نفسي.
أيتها السلطنة، للأمام أكثر، وتمنياتي لبلدي بالوصول لما وصلت اليه، ولن يكون ذلك إلا بالقانون والإخلاص.
[email protected]