بعد مرور كل تلك السنوات ونمو أجيال وولادة أجيال ورحيل جيل على الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت، هل من عظة؟ الفساد الإداري الذي نعيشه وتردي الأوضاع في البلد في جميع النواحي مازلنا في تقاعسنا نلقي بكل تبعياته على الاحتلال، بينما كان بالإمكان الارتقاء به والعمل على تطويره مقتدين بمن عمل على إعادة البلاد كما هي بعد الغزو مباشرة.
ودراسة سريعة للأوضاع الحالية تبين أن البلاد متمثلة بحكومتها وشعبها ومجلس الأمة التي يمثلها لم يستفيدوا من تجربة الاحتلال المريرة التي مرت البلاد بها ولم تمر أي دولة في العالم بتجربة شبيهة على مر التاريخ.
للأسف، نرى غالبية المناهج الصادرة عن وزارة التربية والتعليم قد أهملت موضوع الاحتلال على الكويت في وقت يجب ان نخلّد فيه ما جرى لهذا البلد المسالم أسوة بكل دول العالم فإذا نحن مسحنا هذا التاريخ فلِمَ نطالب الغير بذكره؟ من حق الأجيال الحالية والقادمة معرفة ما مرت به البلاد من محنة ومن حق الشهداء والأسرى الذين عذبوا وعانوا ومازالوا يعانون أن نخلد ما حدث، فمن مصلحة مَنْ تحريف التاريخ ومن مصلحة من هذا التجاهل الواضح لما حدث؟
نحن الجيل الذي تربى على قومية عربية حين درسنا تاريخ نضال شعوب أخرى وتعاطفنا مع شهداء آخرين وظهر مردود ذلك حين برزت لدينا مقاومة من أفضل الأبطال والشهداء أليس من حق هؤلاء علينا أن يخلدهم التاريخ وأن يقتدي بهم جيل آخر يأتي مستقبلا؟
أليس من حق الكويت علينا أن نحسن اختيار من نجنس ولا نعطي الجنسية لمن ضر أبناءنا فقط لأنه قريب لشخصية كبيرة أو عضو مجلس أمة؟
أليس من حق البلد علينا أن نحميه من الدخلاء ومن أولئك محدثي النعمة الراغبين في استنزاف خيراته لمصالحهم الخاصة؟
أليس من حق الوطن أن نطالب ولا نتنازل تحت أي ضغط عن حقنا في استرجاع رفات أبنائنا أو مقتنياتنا أو التنازل عن التعويضات؟ فمازالت ألمانيا تدفع لليهود التعويض.
أليس لنا في اليهود عظة؟ فما مات حق وراءه مطالب.
أما آن الأوان أن نعمل لمصلحة البلاد؟ الخطر مازال محيطا بنا، أردنا بحسن نية طي صفحة الغدر لكن صاحب الغدر مازال على غية فكفانا خضوعا وكفانا ضعفا واتخاذ سياسة أدركنا بالتجربة المرة عواقبها، ولنخرس ألسنة أولئك المستفيدين لنسب مع العراقيين أو مصلحة مادية فيعملون على إلحاق الضرر بالكويتي الأصيل الذي قلبه على وطنه دون طمع أو أي مآرب أخرى.
لنتخذ من تجربة الغزو العراقي عظة فهناك أخطار أخرى تحيط بنا حتى لا نغدو «الطوفة الهبيطة» لهم كوننا لم نستفد مما لحق بنا من ضرر وان سلمت الجرة مرة فقد لا تسلم مرة أخرى لا قدر الله.
[email protected]