إحصائية الطلاق في الكويت باتت رهيبة وفي ازدياد مع ملاحظة أن الطلاق تمر به جميع الفئات العمرية، في السابق كانت الظاهرة محصورة في السنوات الأولى من الزواج وكانت المبررات أنه يقع لقلة الخبرة وصغر سن المتزوجين، لكن اليوم زاد عمر طالبي الطلاق ولم تعد قلة الخبرة أو الضيق وعدم التحمل أو عدم المسؤولية أو المادة وعدم التفاهم هي الأسباب أو الشماعة التي يعلق عليها الطلاق، اليوم الزواج يفشل بعد سنوات طويلة من المعاشرة تفوق العشر، وتصل للعشرين وتزيد عند البعض على الثلاثين، الوقفة هنا مختلفة وأظن الأسباب أيضا مختلفة، ولا أعتقد أن عدم القدرة على التفاهم تعطي الفرصة لطلب الطلاق، فالتفاهم طوال كل تلك السنوات أخذ كفايته، كما أن ضيق ذات اليد تعودت الأسرة عليه ولم يعد مهما مع كبر عمر الزوجة وقلة الطلبات، والخبرة موجودة وإلا لما امتد الزواج لسنوات.
الملاحظ أن غالبية حالات الطلاق تتم برغبة من الزوجة وبرضا وسعي منها حتى أتاح لها الخلع فرصة التحرر وفك رباط تحول من مقدس الى قيد من حديد مؤلم. السؤال المطروح والملح والذي أتمنى أن تجيب عنه أي جهة اختصاص عنه هو لماذا تقبل امرأة أيا كان مستواها بالوقوع فريسة الوحدة والحاجة لشريك يساندها ويرعى صحتها التي باتت بحاجة الى عناية وما الذي يدفعها للتخلص من ضوابط الزواج والرحيل عن البيت والزوج ووضع النفس رهينة وحدة قاتلة؟! لابد أن الحياة الزوجية صارت مستحيلة، وهما أمران كلاهما مر كما يقولون.
الزوجة حين تسعى للطلاق تدرك جيدا مدى الخسارة وأنها تسقط كل حقوقها رغبة منها فقط في التخلص من حالة تعيشها وقد طفح بها الكيل.. يقول أحد المحامين لي ان الزوجة أحيانا تخسر الكثير فقط رغبة منها في الخلاص.. لهذه الدرجة تصل الحياة الزوجية لدى البعض.
حسب ما لاحظت ان السبب في فشل زيجات عديدة رغم فترة الزواج الطويلة هو خيانة الزوج، نساء عديدات يشاركنها الزوج جسدا ومادة وحياة، تصبر إحداهن حتى تموت قهرا وتفك الأخرى رباط الزواج وإن طال رحمة بجسد وفكر وأبناء.
الخيانة انتشرت في الكويت لأسباب عدة منها الماديات ووجود جنسيات سهلة وشقق مفروشة وتحرر زاد عن حده، وأسباب اخرى مختلفة.. تعددت الأسباب و... واحد.
الموضوع الذي نشرته الزميلة «القبس» عن طلاق بعض المشاهير انصبت غالبيته في الخيانة الزوجية، أمر مضحك، ومعروف أن الخيانة شأن عالمي، لكن الأخلاقيات التي يتربى عليها المسلم يجب أن تحصنه عن ذلك.. لكنه التقليد الأرعن والشهوة المكروهة.
العديدات ممن تخطت أعمارهن الأربعين فاض بهن وسعين للطلاق رغبة في شراء النفس والعطف على الذات خاصة في وجود رجل عابث يعكس تجاربه على بيته فيحل الحرام ويحرم الحلال ويلعب به الشيطان فينعكس وضعه على أهل بيت في شكل شك وبخل وخناق وغضب.
قالت لي إحدى معارفي انها طلبت الطلاق بعد زواج وصل للأربعين وبوجود أحفاد، وسألتها بعد أسابيع هل هناك مجال للصلح والعودة؟ فردت بحدة: شي... ما أرده.
[email protected]