قد يعتقد البعض أن ما يحصل في قضية إحالة من خدموا أكثر من 30 عاما، هو نوع من التجديد الدمائي، وقد يظن آخرون أنه مجرد تبديل شخص مكان آخر لحل العديد من المشاكل. المشكلة أكثر عمقا من مجرد التفكير في أشخاص منقذين للمعضلة التي وقعت فيها وزارات متعددة بما فيها وزارة التربية، الحل لا يكمن في مجرد إزاحة فرد وإحضار ثان لأسباب يدركها الغالبية العظمى من العاملين أو من المتابعين.
لم يعد تغيير الأفراد هو الحدث الأكبر بل بات نقلهم من مجال لآخر المشكلة الجديدة التي أدت لمزيد من تفاقم المشكلات: سوء اختيار الأفراد لإدارات بعينها، عداوات شخصية كثيرة بين العاملين وذاك القادم، جهل بمهام واختصاصات تلك الإدارات، التغير السريع في مراكز العمل والتنقل الدائم أبعد ما يسمى بالاستقرار وبالتالي العمل والمتابعة والإنتاج ومن ثم الشعور بالإحباط.
يخبرني زميل بأنه في عام واحد مر عليه 4 رؤساء، كل منهم مختلف في التخصص والثقافة والنظرة للأمور وإدراك معنى الإدارة الحقة، كيف تنتج إدارة مثل تلك؟ كيف يعمل مرؤوس مع أفكار مختلفة تصل لحد التناقض وأوامر تكاد تكون محبطة وعقليات تريد الكرسي لا غير؟
الاستقرار مطلب سواء لرئيس أو مرؤوس، الاستقرار الذي يؤدي بالتالي للإنتاجية المطلوبة والتقدم المقصود، فكيف نتذمر من تأخر في العملية التعليمية أو النواتج السيئة لها ونحن نتخذ قرارات محبطة؟ كيف نطمح لخدمات صحية أو ثقافية أو أمنية أو إسكانية إذا كان المخطط لتلك الأمور جاهل بها؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه، والتخصص أمر مطلوب ومجبر عليه صاحب أعلى سلطة «عط الخباز خبزه».
اللقاء الذي جمعني بالأستاذة الفاضلة وفاء العيد ألقت كلمة واحدة من باب التندر والفكاهة «شطرنج» ما يحدث من تنقلات بين القياديين فعلا لعبة شبيهة بالشطرنج وإن كان الشطرنج يحتاج لفكر وتفكر وذكاء وصبر إلا أن الحاصل في أمر التنقلات يفتقد ذاك فالرابط الأوحد بينهما.. كش ملك.