هيا الفهد
العظة ذكرت في القرآن الكريم، وحتى في خروج جثة فرعون كان فيها عظة للعالمين، كما أن العظة نكتشفها في الحياة اليومية التي نعيشها وقد نستفيد منها وقد لا نستفيد وقد تكون الاستفادة بدرجات مختلفة سواء عند الفرد الواحد أو الأفراد المختلفين، نلمس كل ذلك في حياتنا العلمية والعملية وفي النواحي الاجتماعية والحياتية وفي حلنا وترحالنا، ومن ضوء تجاربنا المختلفة والمتعددة مع الغير.
العظة سمة رائعة خاصة حين يقف الفرد منا متأملا إياها محللا لها دارسا لأسبابها ومسبباتها مطبقا للجانب الإيجابي فيها متجنبا الجانب المظلم منها.
وعن تجربة نجد أن الطيب في هذا الزمن بات يداس تحت الأقدام، ذلك الذي يملك سعة الصدر والقدرة على التسامح وعدم الوقوف عند زلات الآخرين معه أو تطاولهم عليه، الذي يملك نفسه عند الغضب الذي يدير الخد الآخر حين يصفع، الذي يتقبل الكل بعيوبهم وأخطائهم، الذي لا يعاقب ولا يلوم الآخرين على تقصيرهم في حقه مثل هذا الإنسان يجازى بغدر وخديعة تغتصب حقوقه دون عدالة وتنتهك حرماته دون شفقة يحارب دون هوادة.
من المسؤول عن مثل هذه المعاملة؟ هل بطيبته فقد كرامته؟ أو بتسامحه استضعفه البعض؟
لماذا ينظر للطيب على أنه ضعيف لا حق له ولا واجب عليه؟ لماذا الإنسان حين يكون قاسي الفؤاد.سليط اللسان يصل الى ما يريد ويهابه الجميع؟ لماذا نضيع في زمن قاس؟
تساؤلات عدة تضع للندم دائرة تحيط بنا من كل جانب تقسو علينا وتخنقنا وتجعلنا نفكر مليون مرة في البعد عن هذه الصفة..مستفيدين من تجربة مرة وظلم مرات متعظين بأن الطيب والتسامح وإن اشتقا من صفات الله عز وجل ومن رسوله الكريم إلا أنهما انعكسا سلبا على صاحبهما.
لنتعظ وندرك جليا أن الحياة قصيرة وأن نهاية الإنسان قادمة طال الزمان أو قصر، وأن السوء في المعاملة خاصة للمظلوم عقابه شديد من الله عز وجل وليتعظ الظالم فلا دائم إلا وجهه.